responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين المؤلف : الآمدي، سيف الدين    الجزء : 1  صفحة : 212

سودان؛ إذا لم يشاهد غير الزنوج، و أن جميعهم لا يموتون؛ إذا لم يشاهد ميتا، و لا سمع به؛ و لا يخفى [ما فيه‌] [1] من الجهالة.

الدليل الرابع: قياس الفراسة.

و يسمى أيضا قياس الدّلالة. و هو نوع من التمثيل، إلا أن الوصف المشترك بين الأصل و الفرع، دليل على العلة، و ليس علة في نفسه: و ذلك كالاستدلال بعرض أعالى الإنسان على شجاعته؛ بناء على أنهما تابعان لمزاج واحد في بدن الأسد [2]، و معلولان له، و يلزم من أحد الموجبين في [3] الإنسان [3]؛ و هو عرض الأعالى؛ وجود موجبه، و من وجود موجبه؛ وجود الموجب الآخر؛ و هو الشجاعة؛ و لا يساعد في ذلك غير الطرد و العكس، و السبر و التقسيم؛ و قد عرف ما فيهما.

و إن سلمنا إتباع الحكمين في الأسد؛ لمزاج واحد؛ فوجود أحدهما في الإنسان غير واجب أن يكون معللا بما كان معللا به في الأسد؛ بل جاز أن يكون بغيره؛ فإنه لا مانع من تعليل الحكم بعلتين، بالنسبة إلى محلين مختلفين.

و مع ذلك فلا يلزم الموجب الآخر. لجواز أن لا يكون علة عرض الأعالى [4] فى الإنسان علة للشجاعة.

الخامس: اتّفاق [5] الأصحاب على إلحاق الغائب بالشاهد، بجامع الحدّ، و العلّة، و الشّرط، و الدّلالة.

أما الحدّ: فقالوا: إذا ثبت أنّ حدّ العالم في الشاهد من قام/ به العلم؛ فيجب أن يكون حده في الغائب كذلك؛ لأنّ الحد يجب اطراده، و لا يختلف شاهدا، و لا غائبا.

و أما العلّة: فقالوا: إذا ثبت كون العالم معللا بالعلم في الشّاهد وجب أن يكون معللا به في الغائب؛ لأن ما ثبت لأحد المثلين؛ وجب أن يثبت للآخر.

و أما الشّرط: فقالوا: إذا كان شرط كون العالم عالما في الشاهد، قيام العلم به؛ وجب أن يكون العالم في الغائب كذلك؛ لما تحقق في العلة.


[1] فى أ (فيه)
[2] فى ب (الإنسان)
[3] فى ب (للإنسان)
[4] فى ب (العالى)
[5] منهم الباقلانى انظر التمهيد ص 38.
اسم الکتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين المؤلف : الآمدي، سيف الدين    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست