و هو باطل. بما لو سئل عن حد [3] الإنسان؛
فقيل هو إنسان؛ فإنه جامع مانع، و مع ذلك لا يكون حدا صحيحا؛ لما فيه من تعريف الشيء
بنفسه؛ و هو محال؛ إذ المعرف للشىء يجب أن يكون أعرف من ذلك الشيء، و أسبق منه فى
المعرفة؛ و تعريف الشيء بنفسه يوجب كون الشيء أسبق فى المعرفة، من معرفة نفسه؛ و
هو ممتنع [4].
و الحق فى ذلك أن يقال: هو ما يعرّف المطلوب،
و يميزه عما سواه [5]، هذا هو حدّ الحدّ مطلقا، و يدخل فيه حدّ حدّ الحدّ؛ فلا يفضى
إلى التسلسل؛ كما ظن.
و هو ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
لأنه إما أن يطلب به شرح الحقيقة، أو شرح
اسمها.
فإن طلب به شرح الحقيقة و تميزها. فلا يخلو:
إما أن يكون/ مميزا لها تمييزا ذاتيا، أو عرضيا.
فإن كان الأول: فيسمى حدا حقيقيا.
و إن كان الثانى: فيسمى حدا رسميا.
و إن كان شارحا للاسم: فيسمى حدا لفظيا.
أما الحد الحقيقى: فهو ما يميز المطلوب عن
غيره، بأمر ذاتى. و هو منقسم إلى: تام، و ناقص.
[1] انظر شرح الطوالع ص 17، 18 ثم قارن
بشرح المواقف ص 132- 136. [2] ساقط من (ب). [3] ساقط من (ب). [4] زائد في ب (قال شيخنا أبو الحسن الآمدي). [5] فى ب (عداه).
اسم الکتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين المؤلف : الآمدي، سيف الدين الجزء : 1 صفحة : 180