فقال بعض أصحابنا: أول واجب على المكلف معرفة
الله- تعالى- إذ هى أصل المعارف الدينية، و الواجبات/ الشرعية.
و قال غيره: النظر فى معرفة الله- تعالى-
واجب بالاتفاق؛ و به تحصل المعرفة؛ و هو متقدم عليها؛ فهو أول واجب على المكلف.
و قال غيره [2]: بل أول واجب، أول جزء من
النظر؛ إذ النظر متقدم على المعرفة، و أول جزء من النظر، متقدم على النظر؛ و هو اختيار
القاضى.
و قال غيره: بل أول واجب: إنما هو القصد
إلى النظر؛ إذ النظر يستدعى القصد إليه، و القصد إليه، متقدم عليه؛ و هو اختيار الأستاذ
أبى بكر [3].
و قال [4] أبو هاشم [4]: وجوب النظر، و القصد
إليه، يستدعى سابقة الشك فى اللّه- تعالى-، و إلا كان النظر فى تحصيل الحاصل؛ و هو
محال. و الشّكّ سابق على إرادة النظر؛ فكان هو الواجب الأول. و زعم أن الشك فى الله-
تعالى- حسن.
و قد قيل فى إبطاله [5]: إن كل واجب مأمور
به، فلو كان الشّك فى الله واجبا؛ لكان مأمورا به، و الأمر بالشّك فى الله- تعالى-
يستدعى معرفة أمر الله- تعالى-، و معرفة أمر الله- تعالى- مع الشك فيه؛ تناقض.
و هو غير سديد؛ فإنه: إما أن يكون مدرك الوجوب
[6] الشرع، أو العقل [6].
فإن كان مدرك الوجوب العقل؛ كما هو مذهبه؛
فقد اندفع التناقض.
[1] قارن بالشامل لإمام الحرمين ص 120-
123 و المغنى للقاضى عبد الجبار 12/ 487 و شرح الأصول الخمسة له أيضا ص 39، 64، و المحيط
بالتكليف له أيضا ص 26- 34 ثم انظر المحصل للرازى ص 28، و شرح طوالع الأنوار للبيضاوى
ص 33- 35 و شرح المواقف للجرجانى 1/ 123- 126 و شرح المقاصد 1/ 36 للتفتازانى. [2] انظر الإنصاف ص 13 للباقلانى و الشامل
للجوينى ص 121. [3] و قد قال به إمام الحرمين أيضا انظر
الإرشاد ص 3 و الشامل ص 121. [4] ساقط من (ب)- قارن ما ورد هنا عن أبى
هاشم بما ورد بالأصول الخمسة ص 71- 75. [5] القائل إمام الحرمين انظر الشامل ص
121، 122. [6] فى ب (العقل أو الشرع).
اسم الکتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين المؤلف : الآمدي، سيف الدين الجزء : 1 صفحة : 170