أما
البسيط: فهو عدم العلم فيما من شأنه أن يكون عالما [3]، لا عدم العلم مطلقا، و إلا
لوصفت الجمادات بكونها جاهلة؛ إذ هى غير عالمة. و على هذا: فالجهل بهذا الاعتبار إثبات
عدم، لا أنه صفة إثبات.
و
الفرق بين الأمرين ظاهر.
و
على هذا، فلا يخفى أنّ التقابل و امتناع [4] الجمع بين العلم و الجهل بهذا الاعتبار؛
لذاتيهما، لا لأمر خارج عنهما. و به يظهر إحالة قول من أخرج الجهل بهذا الاعتبار عن
أضداد العلوم. إلا أن يشترط في الضد أن يكون ذاتا.
و
أما الجهل المركّب: فقد قيل فيه: إنّه عبارة عن اعتقاد المجهول على خلاف ما هو عليه.
لا على خلاف كونه مجهولا. و إلا لخرج عن كونه مجهولا؛ بل على خلاف ما اعتقد به؛ و هو
غير سديد؛ لما فيه من تعريف الجهل بالمجهول، و هو أخفى من الجهل؛ لكونه مشتقا منه.
فالأولى
فيه أن يقال: الجهل: هو اعتقاد المعتقد على خلاف ما المعتقد عليه في نفسه. و لا يخفى
أنّ لفظ المعتقد يعمّ الموجود و المعدوم الّذي ليس بشيء؛ فكان أولى من لفظ الشيء.
و
هذا مما لا خلاف في كونه ضدا للعلم.
[1]
انظر شرح المقاصد للتفتازانى 1/ 169، 170. [2]
انظر المواقف للإيجي 142، 143. [3]
فى ب (له العدم). [4]
فى ب (بامتناع).
اسم الکتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين المؤلف : الآمدي، سيف الدين الجزء : 1 صفحة : 111