و
كل علمين تعلقا بمعلومين فهما مختلفان. و سواء تماثل [2] المعلومان كبياضين، أو اختلفا؛
كسواد، و بياض [2].
و
احتج بعض الأصحاب [3] عليه بأن [3] العلم بأحد المعلومين، لا يقوم [4] مقام الآخر،
و لا يسدّ مسدّه [4]؛ و إلا كان العلم بأحد البياضين علما بالآخر، و العلم بالبياض
علما بالسّواد؛ و هو محال.
و
يلزم عليه البياضان، و السوادان، فإنهما متماثلان. و ما لزم من تماثلهما أن يكون أحدهما
هو الآخر، فكذا لا يلزم من تماثل العلمين، أن يكون العلم بأحد المعلومين، هو العلم
بالمعلوم الآخر. [5]
و
الأقرب في ذلك أن يقال:
لو
لم يختلفا؛ لتماثلا؛ و لو تماثلا؛ لما اجتمعا. إذ المثلان على ما يأتى متضادان.
و
لهذا فإنه يمتنع اجتماع بياضين [أو [6]] سوادين في محل واحد، و كل علمين تعلقا بمعلوم
واحد فإن [7] اتحد المعلوم و وقته و محل العلمين واحد؛ فالعلمان متماثلان [7]؛ لقيام
كل واحد منهما مقام الآخر، فإن كل واحد منهما- و هو علم- يعين ما هو معلوم الآخر.
و
أمّا إن اتحد محلّ العلمين و اختلف وقت المعلوم بالعلمين: بأن كان أحد العلمين متعلّقا
به في وقت، و الآخر في وقت آخر.
[1]
انظر المحصل للرازى ص 71 و المواقف للإيجي ص 146 و شرح المقاصد للتفتازانى 1/ 173. [2]
فى ب (المعلومين كالبياضين أو اختلفا كالسواد و البياض). [3]
فى ب (لذلك فان). [4]
فى ب (على الآخر و لا سد مسده). [5]
زائد في ب (قال شيخنا أبو الحسن الآمدي). [6]
فى أ (و). [7]
فى ب (فهما على رأى الأصحاب متماثلان و سواء اتحد وقت المعلوم أو اختلف، أو اتحد محل
العلمين أو اختلف. و لهم فيما إذا اختلف محل العلمين خلاف. قال شيخنا أبو الحسن الآمدي
و الحق إن اتحد المعلوم و وقته فالعلمان متماثلان).
اسم الکتاب : أبكار الأفكار في أصول الدين المؤلف : الآمدي، سيف الدين الجزء : 1 صفحة : 104