ينكر وكالة الحسين بن روح رضي اللّه عنه، فأراد امتحانه فكتب كتابا بقلم بغير مداد، و أرسله إلى الحسين بن روح فقال: يجيئك الجواب، ثم أرسل إليه الجواب في تلك الرقعة، فقطع بوكالته و اعتذر إليه‌ [1].

108- قال: و أخبرنا جماعة عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه عن علي بن محمّد بن متيل‌ و ذكر حديثا حاصله أن امرأة من أهل آبة كان معها ثلاثمائة دينار أرادت أن تسلمها على يد أبي القاسم الحسين بن روح، و أخذت معها رجلا يترجم بينها و بينه، فكلمها أبو القاسم بلسانها ابتداء و أخبرها باسمها و ببعض أحوالها و استغنت عن الترجمة [2].

109- و عنهم عن ابن بابويه عن محمّد بن إسحاق الطالقاني‌ و ذكر حديثا حاصله أنه سأل أبا القاسم الحسين بن روح رضي اللّه عنه عن مسائل فأجابه عنها، ثم عاد إليه من الغد و هو يقول في نفسه: أ تراه ذكر لنا أمس من عند نفسه؟ فقال له ابتداء لأن أخرّ من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح من مكان سحيق أحبّ إليّ من أن أقول في دين اللّه برأيي و من عند نفسي، ذلك من الأصل و مسموع من الحجة 7‌ [3].

110- قال محمّد بن إسحاق: و أخبرني جماعة من أهل بلادنا المقيمين ببغداد في السنة التي خرجت القرامطة على الحاج، و هي سنة الكواكب أن والدي (ره) كتب إلى أبي القاسم الحسين بن روح (قدس اللّه روحه) يستأذن في الخروج إلى الحج فخرج الجواب: لا تخرج في هذه السنة، فأعاد و قال: هو نذر واجب أ فيجوز لي القعود عنه؟ فخرج في الجواب إن كان و لا بدّ فكن في القافلة الأخيرة، فكان في القافلة الأخيرة، فسلم بنفسه و قتل من تقدم في القوافل الأخر [4].

111- قال الشيخ: قال ابن نوح: حدثني أبو نصر هبة اللّه بن محمّد قال:

حدثني ابن أبي جيد القمي عن علي بن أحمد الدلال القمي عن أبي جعفر محمّد بن عثمان رضي اللّه عنه‌ في حديث أنه حفر قبرا لنفسه و قال: إذا كان يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا صرت إلى اللّه عز و جل و دفنت فيه، إلى أن قال: ثم اعتلّ أبو جعفر (ره) فمات في اليوم الذي ذكره و دفن فيه‌ [5].

[1] الغيبة: 315 ح 264.

[2] الغيبة: 317 ح 265.

[3] الغيبة: 322 ح 269.

[4] الغيبة: 322 ح 270.

[5] الغيبة: 365 ح 332.