responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : توحيد المفضّل المؤلف : المفضل بن عمر الجعفي    الجزء : 1  صفحة : 128

منه في الخلقة حِكْمَةٌ بالِغَةٌ [١] ليعتبر بها المعتبرون ويفكر فيها الملحدون ، قاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [٢].

( طلوع الشمس وغروبها والمنافع في ذلك )

فكر يا مفضل في طلوع الشمس وغروبها لإقامة دولتي النهار والليل فلو لا طلوعها لبطل أمر العالم كله فلم يكن الناس يسعون في معايشهم ويتصرفون في أمورهم والدنيا مظلمة عليهم ولم يكونوا يتهنون بالعيش مع فقدهم لذة النور وروحه والإرب في طلوعها ظاهر مستغن بظهوره عن الإطناب في ذكره والزيادة في شرحه بل تأمل المنفعة في غروبها فلو لا غروبها لم يكن للناس هدوء ولا قرار مع عظم حاجتهم إلى الهدوء والراحة لسكون أبدانهم وجموم حواسهم [٣] وانبعاث القوة الهاضمة لهضم الطعام وتنفيذ الغذاء إلى الأعضاء ثم كان الحرص يستحملهم من مداومة العمل ومطاولته على ما يعظم نكايته في أبدانهم فإن كثيرا من الناس لو لا جثوم [٤] هذا الليل بظلمته عليهم لم يكن لهم هدوء ولا قرار حرصا على الكسب والجمع والادخار ثم كانت الأرض تستحمى بدوام الشمس بضيائها ويحمى كل ما عليها من حيوان ونبات فقدرها


[١] خبر مبتدأ محذوف او بالنصب على الحالية او لكونه مفعولا لأجله

[٢] يؤفكون : يكذبون.

[٣] لجموم مصدر جم تقول جم القوم : استراحوا وكثروا.

[٤] الجثوم مصدر من قولهم جثم الليل.

اسم الکتاب : توحيد المفضّل المؤلف : المفضل بن عمر الجعفي    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست