responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 426

وَ يُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَها لَهُمْ) و قال في أهل النار: (فَاهْدُوهُمْ إِلى‌ صِراطِ الْجَحِيمِ) و قيل إن هناك طريقا واحدا على جهنم يكلف الجميع المرور عليه و يكون أدق من الشعر واحد من السيف فأهل الجنة يمرون عليه لا يلحقهم خوف و لا غم و الكفار يمرون عليه عقوبة لهم و زيادة في خوفهم فإذا بلغ كل واحد إلى مستقره من النار سقط من ذلك الصراط.
قال: و السمع دل على أن الجنة و النار مخلوقتان الآن و المعارضات متأولة.
أقول: اختلف الناس في أن الجنة و النار هل هما مخلوقتان الآن أم لا فذهب جماعة إلى الأول و هو قول أبي علي و ذهب أبو هاشم و القاضي إلى أنهما غير مخلوقتين احتج الأولون بقوله تعالى (أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)، (أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ)*، (يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ)*، (عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى‌) و جنة المأوى هي دار الثواب فدل على أنها مخلوقة الآن في السماء.
احتج أبو هاشم بقوله تعالى (كُلُّ شَيْ‌ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) فلو كانت الجنة مخلوقة الآن لوجب هلاكها و التالي باطل لقوله تعالى (أُكُلُها دائِمٌ) و الجواب دوام الأكل إشارة إلى دوام المأكول بالنوع بمعنى دوام خلق مثله و أكل الجنة يفنى بالأكل إلا أنه تعالى يخلق مثله و الهلاك هو الخروج عن الانتفاع و لا ريب أن مع فناء المكلفين يخرج الجنة عن حد الانتفاع فتبقى هالكة بهذا المعنى.
المسألة الخامسة عشرة في الأسماء و الأحكام‌
قال: و الإيمان التصديق بالقلب و اللسان و لا يكفي الأول لقوله تعالى" وَ اسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ" و نحوه و لا الثاني لقوله قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا.
أقول: اختلف الناس في الإيمان على وجوه كثيرة ليس هذا موضع ذكرها و الذي اختاره المصنف- رحمه الله- أنه عبارة عن التصديق بالقلب و اللسان معا و لا يكفي أحدهما فيه أما التصديق القلبي فإنه غير كاف لقوله تعالى" وَ جَحَدُوا بِها وَ اسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ" و قوله‌
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 426
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست