responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 364

المسألة الثانية في أن الإمام يجب أن يكون معصوما
قال: و امتناع التسلسل يوجب عصمته و لأنه حافظ للشرع و لوجوب الإنكار عليه لو أقدم على المعصية فيضاد أمر الطاعة و يفوت الغرض من نصبه و لانحطاط درجته عن أقل العوام.
أقول: ذهبت الإمامية و الإسماعيلية إلى أن الإمام يجب أن يكون معصوما و خالف فيه جميع الفرق و الدليل على ذلك وجوه: الأول أن الإمام لو لم يكن معصوما لزم التسلسل و التالي باطل فالمقدم مثله، بيان الشرطية أن المقتضي لوجوب نصب الإمام هو تجويز الخطإ على الرعية فلو كان هذا المقتضي ثابتا في حق الإمام وجب أن يكون له إمام آخر و يتسلسل أو ينتهي إلى إمام لا يجوز عليه الخطأ فيكون هو الإمام الأصلي. الثاني أن الإمام حافظ للشرع فيجب أن يكون معصوما أما المقدمة الأولى فلأن الحافظ للشرع ليس هو الكتاب لعدم إحاطته بجميع الأحكام التفصيلية و لا السنة لذلك أيضا و لا إجماع الأمة لأن كل واحد منهم على تقدير عدم المعصوم فيهم يجوز عليه الخطأ فالمجموع كذلك و لأن إجماعهم ليس لدلالة و إلا لاشتهرت و لا لأمارة إذ يمتنع اتفاق الناس في سائر البقاع على الأمارة الواحدة كما نعلم بالضرورة عدم اتفاقهم على أكل طعام معين في وقت واحد، أو لا لهما فيكون باطلا، و لا القياس لبطلان القول به على ما ظهر في أصول الفقه و على تقدير تسليمه فليس بحافظ للشرع بالإجماع، و لا البراءة الأصلية لأنه لو وجب المصير إليها لما وجب بعثة الأنبياء و للإجماع على عدم حفظها للشرع فلم يبق إلا الإمام فلو جاز الخطأ عليه لم يبق وثوق بما تعبدنا الله تعالى به و ما كلفناه و ذلك مناقض للغرض من التكليف و هو الانقياد إلى مراد الله تعالى. الثالث أنه لو وقع منه الخطأ لوجب الإنكار عليه و ذلك يضاد أمر الطاعة له بقوله تعالى (أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ). الرابع، لو وقع منه المعصية لزم نقض الغرض من نصب الإمام و التالي باطل‌
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 364
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست