responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 349

المسألة الثالثة في وجوب العصمة
قال: و يجب في النبي العصمة ليحصل الوثوق فيحصل الغرض و لوجوب متابعته و ضدها و الإنكار عليه.
أقول: اختلف الناس هنا فجماعة المعتزلة جوزوا الصغائر على الأنبياء إما على سبيل السهو كما ذهب إليه بعضهم أو على سبيل التأويل كما ذهب إليه قوم منهم أو لأنها تقع محبطة بكثرة ثوابهم. و ذهبت الأشعرية و الحشوية إلى أنه يجوز عليهم الصغائر و الكبائر إلا الكفر و الكذب و قالت الإمامية إنه تجب عصمتهم عن الذنوب كلها صغيرها و كبيرها و الدليل عليه وجوه: أحدها أن الغرض من بعثة الأنبياء عليهم السلام إنما يحصل بالعصمة فتجب العصمة تحصيلا للغرض. و بيان ذلك أن المبعوث إليهم لو جوزوا الكذب على الأنبياء و المعصية جوزوا في أمرهم و نهيهم و أفعالهم التي أمروهم باتباعهم فيها ذلك و حينئذ لا ينقادون إلى امتثال أوامرهم و ذلك نقض للغرض من البعثة. الثاني أن النبي تجب متابعته فإذا فعل معصية فإما أن تجب متابعته أو لا و الثاني باطل لانتفاء فائدة البعثة و الأول باطل لأن المعصية لا يجوز فعلها و أشار بقوله لوجوب متابعته و ضدها إلى هذا الدليل لأنه بالنظر إلى كونه نبيا تجب متابعته و بالنظر إلى كون الفعل معصية لا يجوز اتباعه. الثالث أنه إذا فعل معصية وجب الإنكار عليه لعموم وجوب النهي عن المنكر و ذلك يستلزم إيذاءه و هو منهي عنه و كل ذلك محال.
قال: و كمال العقل و الذكاء و الفطنة و قوة الرأي و عدم السهو و كلما ينفر عنه من دناءة الآباء و عهر الأمهات و الفظاظة و الغلظة و الأبنة و شبهها و الأكل على الطريق و شبهه.
أقول: يجب أن يكون في النبي هذه الصفات التي ذكرها و قوله و كمال العقل عطف على العصمة أي و يجب في النبي كمال العقل و ذلك ظاهر. و أن يكون في غاية الذكاء
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 349
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست