responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 348

الثواب و العقاب على الطاعة و تركها فيحصل للمكلف اللطف ببعثتهم فتجب بعثتهم لهذه الفوائد.
قال: و شبهة البراهمة باطلة بما تقدم.
أقول: احتجت البراهمة على انتفاء البعثة بأن الرسول إما أن يأتي بما يوافق العقول أو بما يخالفها فإن جاء بما يوافق العقول لم يكن إليه حاجة و لا فائدة فيه و إن جاء بما يخالف العقول وجب رد قوله. و هذه الشبهة باطلة بما تقدم في أول الفوائد و ذلك أن نقول لم لا يجوز أن يأتوا بما يوافق العقول و تكون الفائدة فيه التأكيد لدليل العقل أو نقول لم لا يجوز أن يأتوا بما لا تقتضيه العقول و لا تهتدي إليه و إن لم يكن مخالفا للعقول بمعنى أنهم لا يأتون بما يقتضي العقل نقيضه مثل كثير من الشرائع و العبادات التي لا يهتدي العقل إلى تفصيلها.
المسألة الثانية في وجوب البعثة
قال: و هي واجبة لاشتمالها على اللطف في التكاليف العقلية.
أقول: اختلف الناس هنا فقالت المعتزلة إن البعثة واجبة و قالت الأشعرية إنها غير واجبة. احتجت المعتزلة بأن التكاليف السمعية ألطاف في التكاليف العقلية و اللطف واجب فالتكليف السمعي واجب و لا تمكن معرفته إلا من جهة النبي فيكون وجود النبي واجبا لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. و استدلوا على كون التكليف السمعي لطفا في العقلي بأن الإنسان إذا كان مواظبا على فعل الواجبات السمعية و ترك المناهي الشرعية كان من فعل الواجبات العقلية و الانتهاء عن المناهي العقلية أقرب و هذا معلوم بالضرورة لكل عاقل و قد بينا فيما تقدم أن اللطف واجب.
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 348
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست