responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 329

أعني اللطف و بدله و أطلق على كل واحد منهما اسم البدل بالنظر إلى صاحبه إذ ليس أحدهما بالأصالة أولى من الآخر و ذلك الشرط كون كل واحد منهما حسنا ليس فيه وجه قبح و هذا مما لم تتفق الآراء عليه فإن جماعة من العدلية ذهبوا إلى تجويز كون القبيح كالظلم منا لطفا قائما مقام إمراض الله تعالى. و استدلوا بأن وجه كون الألم من فعله تعالى لطفا هو حصول المشاق و تذكر العقاب و ذلك حاصل بالظلم منا فجاز أن يقوم مقامه. و هذا ليس بجيد لأن كونه لطفا جهة وجوب و القبيح ليس له جهة وجوب و اللطف إنما هو في علم المظلوم بالظلم لا في نفس الظلم كما نقول إن العلم بحسن ذبح البهيمة لطف لنا و إن لم يكن الذبح نفسه لطفا.
المسألة الثالثة عشرة في الألم و وجه حسنه‌
قال: و بعض الألم قبيح يصدر منا خاصة و بعضه حسن يصدر منه تعالى و منا و حسنه إما لاستحقاقه أو لاشتماله على النفع أو دفع الضرر الزائدين أو لكونه عاديا أو على وجه الدفع.
أقول: في هذا الكلام مباحث: الأول في مناسبة هذا البحث و ما بعده لما قبله- اعلم أنا قد بينا وجوب الألطاف و المصالح و هي ضربان مصالح في الدين و مصالح في الدنيا أعني المنافع الدنياوية، و مصالح الدين إما مضار أو منافع، و المضار منها آلام و أمراض و غيرها كالآجال و الغلاء، و المنافع الصحة و السعة في الرزق و الرخص فلأجل هذا بحث المصنف- رحمه الله- عقيب اللطف عن هذه الأشياء و لما كانت الآلام تستلزم الأعواض وجب البحث عنها أيضا.
البحث الثاني اختلف الناس في قبح الألم و حسنه فذهبت الثنوية إلى قبح جميع الآلام و ذهبت المجبرة إلى حسن جميعها من الله تعالى و ذهبت البكرية و أهل التناسخ و العدلية إلى حسن بعضها و قبح الباقي.
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 329
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست