اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 1 صفحة : 275
المسألة السادسة في المتى
قال: الخامس المتى و هو النسبة إلى الزمان أو طرفه.
أقول: لما فرغ من البحث عن مقولة الأين شرع في البحث عن المتى و المراد بها نسبة الشيء إلى الزمان أو طرفه بالحصول فيه و هو إما حقيقي و هو الذي لا يفضل عن كون الشيء كالصيام في النهار، و إما غير حقيقي كالصلاة فيه.
و الفرق بين المتى الحقيقي و الأين الحقيقي في النسبة أن المتى الواحد قد يشترك فيه كثيرون بخلاف الأين الحقيقي.
قال: و الزمان مقدار الحركة من حيث التقدم و التأخر العارضين لها باعتبار آخر.
أقول: الحركة يعرض لها نوعان من التقدم و التأخر و تتقدر باعتبارهما فإن الحركة لا بد لها من مسافة تزيد بزيادتها و تنقص بنقصانها و لا بد لها من زمان كذلك و يعرض لأجزائها تقدم و تأخر باعتبار تقدم بعض أجزاء المسافة على بعض فإن الجزء من الحركة الحاصل في الحيز المتقدم من المسافة متقدم على الحاصل في المتأخر منها، و كذلك الحاصل في المتقدم من الزمان متقدم على الحاصل في متأخره لكن الفرق بين تقدم المسافة و تقدم الحركة أن المتقدم من المسافة يجامع المتأخر بخلاف أجزاء الحركة، و يحصل للحركة عدد بالاعتبارين فالزمان هو مقدار الحركة و عددها من حيث التقدم و التأخر العارضين لها باعتبار المسافة لا باعتبار الزمان و إلا لزم الدور و إلى هذا أشار بقوله باعتبار آخر أي باعتبار آخر مغاير لاعتبار الزمان.
قال: و إنما تعرض المقولة بالذات للمتغيرات، و بالعرض لمعروضها.
أقول: هذه المقولة التي هي المتى إنما تعرض بالذات للمتغيرات كالحركات، و إنما تعرض لغيرها بالعرض و بواسطتها فإن ما لا يتغير لا تعرض له هذه النسبة إلا باعتبار
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 1 صفحة : 275