اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 1 صفحة : 220
قال: بل هو عرض قائم بالمحل معد لحصول مثله في المقابل.
أقول: لما أبطل كونه جسما ثبت كونه عرضا قائما بالمحل إذ العرض لا يقوم بنفسه و إذا قام بالمحل حصل منه استعداد للجسم المقابل لمحله لتكيفه بمثل كيفيته كما في الأجسام النيرة الحاصل منها النور في المقابل و قد نبه بذلك على أن المضيء إنما يضيء ما يقابله.
قال: و هو ذاتي و عرضي، أول و ثان.
أقول: الضوء منه ذاتي و منه عرضي و أيضا منه ما هو أول و منه ما هو ثان فالذاتي يسمى ضوء بقول مطلق و أما العرضي و هو الحاصل من المضيء لذاته في غيره فإنه يسمى نورا و الأول من الضوء ما حصل عن المضيء لذاته و الثاني ما حصل عن المقابل له كالأرض قبل طلوع الشمس فإنها مضيئة لمقابلتها الهواء المضيء لمقابلة الشمس.
قال: و الظلمة عدم ملكة.
أقول: الظلمة عدم الضوء عما من شأنه أن يكون مضيئا و مثل هذا العدم المقيد بموضوع خاص يسمى عدم ملكة و ليست الظلمة كيفية وجودية قائمة بالمظلم كما ذهب إليه من لا تحقيق له لأن المبصر لا يجد فرقا بين حالتيه عند فتح العين في الظلمة و بين تغميضها في عدم الإدراك فلو كانت كيفية وجودية لحصل الفرق. و في هذا نظر فإنه يدل على انتفاء كونها كيفية وجودية مدركة لا على أنها وجودية مطلقا.
المسألة السابعة في البحث عن المسموعات
قال: و منها المسموعات و هي الأصوات الحاصلة من التموج المعلول للقرع و القلع.
أقول: من الكيفيات المحسوسة الأصوات و هي المدركة بالسمع. و اعلم أن الصوت
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 1 صفحة : 220