responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 195

هو أخص منه و هو القوة الحيوانية أعني الإحساس المشترك بين الإنسان و غيره من الحيوانات و بدأ باللمس لأن باقي الحواس يراد لجلب النفع و هذا لدفع الضرر و لما كان دفع الضرر أولى من جلب النفع لا جرم قدم البحث فيه على غيره من القوى الحساسة.
و اعلم أن اللمس كيفية قائمة بالبدن منبثة في ظاهره أجمع يدرك بها النافي و الملائم.
قال: و في تعدده نظر.
أقول: اختلف الناس في أن اللمس هل هو قوة واحدة أو قوى كثيرة فالجمهور على أنها قوى أربع: الأولى الحاكمة بين الحار و البارد، الثانية الحاكمة بين الرطب و اليابس الثالثة الحاكمة بين الصلب و اللين، الرابعة الحاكمة بين الخشن و الأملس لأن القوة الواحدة لا يصدر عنها أكثر من أمر واحد.
قال: و منه الذوق و يفتقر إلى توسط الرطوبة اللعابية الخالية عن المثل و الضد.
أقول: الذوق قوة قائمة بسطح اللسان لا يكفي فيه الملامسة بل لا بد من متوسط هي الرطوبة اللعابية الخالية عن الطعوم لأنها إن كانت ذات طعم مماثل للمدرك لم يتحقق الإدراك لأن الإدراك إنما يكون بالانفعال و الشي‌ء لا ينفعل عن مماثله، و إن كانت ذات طعم مضاد لم تؤد الكيفية على صرافتها بصحة كما في المرضى.
قال: و منه الشم و يفتقر إلى وصول الهواء المنفعل، أو ذي الرائحة إلى الخيشوم.
أقول: الشم قوة في الدماغ تحملها زائدتان شبيهتان بحلمتي الثدي نابتتان من مقدم الدماغ و قد فارقتا لين الدماغ قليلا و لم تلحقهما صلابة العصب. و يفتقر إلى وصول الهواء المنفعل عن ذي الرائحة إلى الخيشوم أو وصول أجزاء من ذي الرائحة إليه لأنه إنما يدرك بالملاقاة.
و قد ذهب قوم إلى أن الشم إنما يكون بأن تتحلل أجزاء الجسم ذي الرائحة و تنتقل مع الهواء المتوسط إلى الحاسة لأن الدلك و التبخير يهيج الرائحة و يذكيها.
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست