responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 193

بها استخلاف ما ذهب بما يأتي و ذلك إنما يكون بالغذاء. ثم لما كان البدن أول خلقته محتاجا إلى زيادة في مقداره على ما يناسب في أقطاره بأجسام تنضم إليه من خارج وجب في حكمة الله تعالى جعل النفس ذات قوة يمكنها بها تحصيل جواهر قابلة للتشبه بالبدن تنضم إليه على تناسب في أقطاره هي النامية. ثم لما كان البدن ينقطع و يعدم و اقتضت عناية الله تعالى الاستحفاظ بهذا النوع وجب في حكمة الله تعالى جعل النفس ذات قوة تحيل بعض الجواهر المستعدة لقبول الصورة الإنسانية إلى تلك الصورة و هي القوة المولدة فكانت النفس ذات قوى ثلاث الغاذية و النامية و المولدة و هذه القوى مشتركة بين الإنسان و الحيوان و النبات فالغاذية هي التي تحيل الغذاء إلى مشابهة المغتذي ليخلف بدل ما يتحلل، و النامية هي التي تزيد في أقطار الجسم على التناسب الطبيعي ليبلغ إلى تمام النشوء، و المولدة هي التي تفيد المني بعد استحالته في الرحم الصور و القوى و الأعراض و اعلم أن إسناد التصوير إلى هذه القوة باطل و سيأتي بيانه إن شاء الله.
قال: و أخرى أخص يحصل بها الإدراك إما للجزئي أو للكلي.
أقول: للنفس أيضا قوى أخص من الأولى هي الإدراك إما للجزئي و هو الإحساس، و إما للكلي و هو التعقل فالإحساس مشترك بينه و بين الحيوان خاصة فهو أخص من القوى الأولى المشتركة بينها و بين النبات، و التعقل أخص من الإحساس لأنه لا يحصل للحيوان بل للإنسان.
قال: فللغاذية الجاذبة و الماسكة و الهاضمة و الدافعة.
أقول: القوة الغاذية يتوقف فعلها على أربع قوى ليتم الاغتذاء و هي الجاذبة للغذاء، و الماسكة له لتهضمه الهاضمة، و الهاضمة و هي التي تحيل الغذاء الذي جذبته الجاذبة و أمسكته الماسكة إلى قوام يتهيأ لأن تجعله الغاذية جزءا بالفعل من المغتذي، و الدافعة للفضلات.
اسم الکتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد المؤلف : العلامة الحلي    الجزء : 1  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست