responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الامام الخوئي المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 47  صفحة : 555
الاحتمال الأوّل: أن تكون كلمة «ما» موصولة ومفعولاً لقوله «فائتوا» وكلمة «من» تبعيضية متعلقة بـ «ما استطعتم»، فيكون مفاد الرواية وجوب الاتيان بما هو المقدور من أجزاء المأمور به وشرائطه. والاستدلال بالرواية على المقام مبني على هذا المعنى، ولكنّه على تقدير تسليم ظهور الجملة فيه في نفسها لا يمكن الالتزام به، لعدم انطباقه على المورد أوّلاً، فانّ الذي يعلم بعدم قدرته على الطواف أو بعض الأعمال الاُخر من مناسك الحج، لا يجب عليه الاتيان بالبقية اتفاقاً، ولعدم مناسبته للسؤال الذي وقع هذا الكلام في جوابه ثانياً، فانّ السؤال إنّما هو عن وجوب الحج في كل سنة، ولا يناسبه الجواب بوجوب الاتيان بما هو مقدور من أجزاء المركب وشرائطه.
الاحتمال الثاني: أن تكون كلمة «ما» موصولة وكلمة «من» بيانية، فيكون حاصل المعنى أ نّه إذا أمرتكم بطبيعة فائتوا ما استطعتم من أفرادها، ولا يبعد أن تكون كلمة «من» إذا كانت بيانية متحدة في المعنى معها إذا كانت تبعيضية، غاية الأمر أ نّه تختلف مصاديق التبعيض باختلاف الموارد، فانّ الفرد بعض الطبيعة كما أنّ الجزء بعض المركب، فكما أنّ كلمة «من» في قولنا: اشتريت من البستان نصفه مستعملة في التبعيض، كذلك في قولنا: لا أملك من البستان إلّا واحداً، وعليه فكلمة «من» في كلا الاحتمالين مستعملة في التبعيض. وهذا المعنى الذي لا يتم معه الاستدلال بالرواية على المقام وإن كان وجيهاً في نفسه، إلّا أ نّه أيضاً لا ينطبق على المورد، لعدم وجوب الاتيان بما هو مقدور من أفراد الحج في كل سنة بلا خلاف بين المسلمين إلّاما شذّ، بل هو خلاف ظاهر نفس الرواية، فانّها ظاهرة أو صريحة في عدم وجوبه في كل سنة، فلاحظ قوله (صلّى اللََّه عليه وآله): «لو قلت نعم لوجب ولما استطعتم»، فلا يمكن حمل الرواية على هذا المعنى أيضاً .
ـ
اسم الکتاب : موسوعة الامام الخوئي المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 47  صفحة : 555
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست