responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الامام الخوئي المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 17  صفحة : 386
لا أهلية له، ومن أجله احتاط الماتن وإن قوّى الجواز.
و يستدلّ له تارة: بما رواه ابن إدريس عن كتاب السياري قال«قلت لأبي جعفر الثاني(عليه السلام): قوم من مواليك يجتمعون فتحضر الصلاة، فيقدّم بعضهم فيصلّي بهم جماعة، فقال: إن كان الذي يؤمّ بهم ليس بينه وبين اللََّه طلبة فليفعل»{1}. دلّ بمقتضى المفهوم على عدم جواز الإمامة لمن يرى أنّ بينه وبين اللََّه طلبة وإثماً.
و فيه: أنّ دلالة الرواية وإن لم يكن بها بأس في حدّ نفسها مع قطع النظر عن القرائن الخارجية المقتضية لفساد هذا الاعتقاد، وقد كان المرحوم السيد القمّي(قدس سره)يقول: إنّ من يرى من نفسه أنّه غير مأثوم، وليس بينه وبين اللََّه طلبة وإثم، فهو غبيّ قاصر، ولا يكاد يدّعيه العاقل.
إلّا أنّ السند ضعيف جدّاً، أوّلاً: لجهالة طريق ابن إدريس إلى الكتاب. وثانياً: أنّ السياري بنفسه ضعيف لا يعتمد عليه ولا على كتابه.
و أُخرى: بأنّ الجماعة تتضمّن أحكاماً، من رجوع المأموم إلى الإمام لدى عروض الشكّ وإن كان مبطلاً، واغتفار زيادة الركن، ولا جماعة مع علم الإمام بعدم الأهلية، لأنّها من الشرائط الواقعية كما مرّ. فصلاة المأموم باطلة عند اتّفاق هذه الأُمور. وحيث إنّ البطلان مستند إلى الإمام، لكونه السبب في إيجاده بتقمّصه الإمامة عالماً بعدم اللياقة وفساد الجماعة، فيحرم لحرمة التسبيب إلى الحرام كارتكابه.
و يندفع: بأنّ الكبرى أعني حرمة التسبيب إلى الحرام كمباشرته فيما إذا كان الفعل محرّماً على الكلّ وإن كانت مسلّمة، فلا يجوز تقديم الطعام النجس إلى الغير ليأكله بلا إشكال، لكنّ الصغرى ممنوعة، فإنّ التصدّي للإمامة ليس إلّا مقدّمة إعدادية لبطلان الصلاة، إذ ليس هو سبباً للائتمام فضلاً عن البطلان.
غاية ما هناك أنّ الإمام يجعل نفسه معرضاً لأن يؤتمّ به، وهذا لا يستوجب‌

{1}الوسائل 8: 316/ أبواب صلاة الجماعة ب 11 ح 12، السرائر 3: 570.

اسم الکتاب : موسوعة الامام الخوئي المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 17  صفحة : 386
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست