responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الامام الخوئي المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 17  صفحة : 209
إلخ‌{1}، دلّت على عدم النصر يوم الفصل إلّا لمن رحمه اللََّه. فغير المرحوم غير منصور في ذلك اليوم، فهو معذّب لا محالة.
و هذه الجملة أعني‌ { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } الواردة في آية الإنصات قد وردت في غير واحد من الآيات، ولا يحتمل فيها الاستحباب.
قال تعالى‌ { وَ اِتَّقُوا اَلنََّارَ اَلَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكََافِرِينَ. `وَ أَطِيعُوا اَللََّهَ وَ اَلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } {2}، فإنّ الرحمة مترتّبة على إطاعة اللََّه ورسوله باختيار الإسلام والفرار عن النار التي أُعدّت للكافرين، ووجوبه واضح.
و قال تعالى‌ { وَ هََذََا كِتََابٌ أَنْزَلْنََاهُ مُبََارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَ اِتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } {3}، ترتّبت الرحمة على التقوى ومتابعة القرآن، الواجب على كلّ أحد.
و قد ذكرنا في تفسير سورة الفاتحة حول قوله تعالى‌ { اِهْدِنَا اَلصِّرََاطَ اَلْمُسْتَقِيمَ... } إلخ‌{4}أنّه تعالى قسّم المكلّفين إلى ثلاثة أقسام، ولا رابع. فمنهم من يمشي في صراط مستقيم وهم الذين أنعم اللََّه عليهم، وغيرهم إمّا معاند وهو المغضوب عليه، أو غير معاند وهو الضال‌{5}.
و على الجملة: فليست في قوله تعالى‌ { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } دلالة على الاستحباب ليرفع اليد به عن ظهور الأمر بالإنصات في الوجوب. وقد عرفت أنّ الإجماع المدّعى على استحبابه ليس تعبّدياً ليعتمد عليه.
و دعوى السيرة المستمرّة على الترك كما قيل غير ثابتة.
فالأقوى‌وجوب الإنصات خلف الإمام، عملاً بظاهر الأمر في الآية

{1}الدخان 44: 41 42.

{2}آل عمران 3: 131 132.

{3}الانعام 6: 155.

{4}الفاتحة 1: 6.

{5}البيان: 492.

اسم الکتاب : موسوعة الامام الخوئي المؤلف : الخوئي، السيد أبوالقاسم    الجزء : 17  صفحة : 209
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست