responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النظرية المهدوية في فلسفة التاريخ المؤلف : الأسعد بن علي قيدارة    الجزء : 1  صفحة : 21

يقول اليعقوبي : ـ إنّه لما انقضى كتابنا الأوّل اختصرنا فيه ابتداء كون الدنيا وأخبار الأوائل من الأمم المتقدّمة من العلماء والرواة وأصحاب السير والأخبار والتأريخات ، ولم نذهب إلى التفرّد بكتاب نصنِّفه ونتكلّف منه ما قد سبقنا إليه غيرنا ، لكن قد ذهبنا إلى جمع المقالات والروايات؛ لأنّنا قد وجدناهم قد اختلفوا في أحاديثهم وأخبارهم ... وزاد بعضهم ونقّص بعض ، فأردنا أن نجمع ما انتهى إلينا مما جاء به كلّ امرئ منهم ـ [١].

القسم الثاني : التاريخ النقدي

لم تتوقّف البحوث التاريخية عند الأفق الأوّل من التدوين والنقل؛ بل تطورت وظهرت اتجاهات لا تكتفي بمجرّد سرد الأحداث؛ بل تخطّت ذلك إلى تمحيص الأخبار وتعليل الوقائع ، واستبدال التسلسل الزمني بالتسلسل السببـي والعلّي ، وهذا ما يُعبّر عنه بالتاريخ النقدي أو التاريخ العلمي.

ولا يخفى أنّ هذا الأخير يعتمد أساساً على التاريخ النقلي ، فهو مادّته الأساسية ومستنده فيما يفرزه من نتائج.

وهذا النزوع إلى التاريخ النقدي والعلمي نجد ملامحه بدأت تتضح مع المسعودي ، حيث نراه طرق باب التنظير في هذا المجال ، وسعى إلى تقديم رؤية حضارية للتاريخ ، وأبرز في عرضه للأحداث التاريخية الأسباب والعلل المباشرة والعامة [٢].

كما نلمح هذه النزعة عند ابن خلدون في تعريفه للتاريخ : ـ في ظاهره لا يزيد على إخبار عن الأيام والدول والسوابق من القرون الأُوَل ، تنمو فيها الأقوال وتضرب فيها الأمثال وتعرف بها الأندية إذا غصّها الاحتفال وتؤدّي لنا شأن الخليقة كيف تتقلّب بها الأحوال ، وفي باطنه نَظَرٌ وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق ، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق ، فهو لذلك أصيل في الحكمة ، عريق وجدير بأن يعدّ في علومها وخليق ـ [٣].


[١] أحمد بن أبي يعقوب ، تاريخ اليعقوبي ، ص ٥.

[٢] محمود إسماعيل ، إشكالية تفسير التاريخ عند المؤرخين المسلمين الأوائل ، مجلة عالم الفكر ، ع٢٩ ، أبريل٢٠٠١ ، المجلس الوطني للثقافة في الكويت ، ص ٤٦.

[٣] عبد الرحمن بن خلدون ، المقدّمة ، ص ٣.

اسم الکتاب : النظرية المهدوية في فلسفة التاريخ المؤلف : الأسعد بن علي قيدارة    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست