responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النظرية المهدوية في فلسفة التاريخ المؤلف : الأسعد بن علي قيدارة    الجزء : 1  صفحة : 201

زوال إسرائيل الذي هو قطعاً مقدّمة لزوال المشروع الغربي وخطوة متقدّمة على طريق قيام المجتمع المعصوم أمر ممكن وعلى مرمى حجر من هذه الأُمّة لو انتفضت على واقعها الرديء.

إنّ الهيبة التي تعشّش في قلوب الكثيرين حتّى من أبناء الأُمّة الإسلامية تجاه الغرب وتقدّمه الكاسح وهيمنته السياسية لا تلغي وجود ثغرات مريعة هائلة ستنكشف أكثر فأكثر ويستفيد منها العاملون على طريق التوطئة للمهدي عجل الله تعالى فرجه.

في كلّ الأحوال إنّنا نعيش إرهاصات سقوط الرأسمالية العالمية ، وما يمليه ذلك من تحدّيات كبيرة على المسلمين عموماً وأنصار المهدي خصوصاً؛ حيث إنّنا نعاني من قصور في معرفة الغرب وعيوبه وخفاياه وهو متفوّق علينا في هذا المجال ، ويمكن القول : إنّ حوار الحضارات من جهة والاستغراب كعلم في دراسة ثقافة الغرب وفلسفته وتاريخه وحضارته ، مجالان مهمّان على المثقّفين الإسلاميين العناية بهما والاستفادة منهما في هذا الاتجاه كما أنّ رصد الاهتزازات الداخلية لمنظومة الغرب وتداعياتها الخطيرة في المستقبل القريب بعد التحوّلات التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة مهمّة لابدّ من التصدّي لها.

د. طرح الإسلام بصيغة حضارية تلائم العصر

بات من الواضح أنّ فهم الإسلام وتطبيقه يرتبطان بالزمان والمكان والخصوصيات الثقافية والحضارية للمجتمع ، فالقرآن يفسّره الزمان ، والقرآن يجري مجرى الشمس والقمر ، وأدركت بحوث ـ فلسفة الفقه ـ أكثر فأكثر جدلية ـ النصّ والواقع ـ ، وما للواقع من تأثير في استنطاق النصّ وتفجير مكنوناته.

إنّ النصوص الإسلامية تختزن داخلها إجابات كلّية لسائر المشكلات التي يعيشها الإنسان فرداً وجماعات ، ولكن القصور الذي يعاني منه الفكر الإسلامي في تقديم إجابات لقضايا العصر وأسئلته تنشأ من قصور آليات الاجتهاد وعدم القدرة على الملائمة بين النصّ والواقع.

إنّ النزعة الاستصحابية والمحافظة على النهج القديم أو فهم القدماء للنصوص هو من أكبر الحواجز التي تحول دون صياغة نظريات إسلامية تلائم الواقع المتجدّد المتحرّك؛ بل تلائم المستقبل.

ولأنّ عقيدة المهدي ( الإسلام ) هو رسالة المستقبل ، إنّها رسالة تواجه تحدّياً بحجم

اسم الکتاب : النظرية المهدوية في فلسفة التاريخ المؤلف : الأسعد بن علي قيدارة    الجزء : 1  صفحة : 201
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست