responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النظرية المهدوية في فلسفة التاريخ المؤلف : الأسعد بن علي قيدارة    الجزء : 1  صفحة : 195

رأينا كيف كان للأُمّة في المنظور القرآني أجل وكتاب وحياة وموت ... ، بمعنى آخر لها نوع وجود يؤثّر في الأحداث ويحدّد المسارات ، ( لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) [ يونس ] ، ( وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ * مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ) [ الحجر ] ، ( وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا * وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ) [ الكهف ] ، وهذا ما طرحناه في الفصل الثالث.

وعلى أساس هذه الرؤية نوّعنا البحث في عوامل تعجيل الظهور إلى مستويين ، فردي وجماعي ، وبعد ما فصّلنا الحديث في المستوى الأوّل ، نطرح الآن أهمّ عوامل تفعيل حركة الأُمّة في اتجاه ظهور المهدي وقيام مجتمع العدل العالمي في العناصر التالية :

أ. إحراز العدد الكافي من الأنصار

يعدّ من أهمّ العوامل التي نصّت عليها الروايات المتظافرة ، حيث اشترطت عدّة من الأنصار تبلغ ثلاثمائة ونيف : عن أبان ابن تغلب ـ كنت مع جعفر بن محمّد في مسجد بمكّة وهو آخذ بيدي وقال : يا أبان سيأتي الله بثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً في مسجدكم هذا يعلم أهل مكّة أن لم يخلق آباؤهم ولا أجدادهم بعد ـ [١].

وعن أبي بصير عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام : ـ إنّ القائم يهبط من ثنية ذي طوى في عدّة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً حتّى يسند ظهره إلى الحجر الأسود ويهزّ الراية الغالبة ـ [٢].

فمسؤولية الأُمّة الأساسية اتجاه إمامها أن تفرز هذا الجيش أو هذه العدّة من الخلّص ، وإذا علمنا الخصائص العامّة لأفراد هذه الطليعة والدرجة العالية من الكمالات المعنوية التي يمتازون بها اندفع ذلك الإشكال الذي تردّد كثيراً في التاريخ ولا يزال يتردّد : أيعقل ألا يوجد بين هذه الألوف المؤلفة؛ بل الملايين الحاشدة من الشيعة بضعة مئات من المخلصين ـ ثلاثمائة ونيف ـ؟


[١] المصدر نفسه ، ص ٣٠٤.

[٢] المصدر نفسه ، ص ٣١٥.

اسم الکتاب : النظرية المهدوية في فلسفة التاريخ المؤلف : الأسعد بن علي قيدارة    الجزء : 1  صفحة : 195
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست