responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النظرية المهدوية في فلسفة التاريخ المؤلف : الأسعد بن علي قيدارة    الجزء : 1  صفحة : 177

هذا الفهم السلبي للانتظار ناقشناه سابقاً في الفصل السادس ، وأكّدنا هناك أنّ الانتظار في معناه الواقعي ـ وكما لقّنه الأئمة لأصحابهم ـ منهج حياتي وحركي متكامل يستند إلى خلفية عقائدية وفكرية يعمل صاحبها على تهيئة الساحة للقائد ، فالانتظار ليس استقالة الفرد والأُمّة عن مهامهما ، وإنّما هو تكريس لهذه الأدوار نتيجة غياب القائد ، وتفعيل للفرد والأُمّة والرسالة قصد استقدام الإمام الغائب في أقرب الآجال ، وهذا مفاد تعجيل الفرج ، والروايات لا تخلو من الإشارة إلى ذلك :

عن أبي عبد الله عليه‌السلام ـ إنّ لنا دولة يجيء بها الله إذا شاء. ثمّ قال من سَرّه أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر ، وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق ، وهو منتظر ، فإن مات والقائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه ، فجدّوا وانتظروا أيتها العصابة المرحومة ـ [١] ، وحديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ بالصبر يتوقّع الفرج ، ومن يدمن قرع الباب يلج ـ [٢] ، فليس الانتظار إذن سوى حركة واعية على خطّ تعجيل الأمر وتحقيق شرائط الظهور.

ج. التعجيل والروايات الناهية عن الاستعجال

الإشكال الثالث الذي يرد على مفهوم التعجيل هو الزخم الروائي الناهي عن الاستعجال والداعي للصبر ، ولقد عنون النعماني أحد أبواب كتابه الغيبة ـ باب ما أمر به الشيعة من الصبر والكفّ والانتظار للفرج وترك الاستعجال ـ وأورد روايات عديدة منها :

عن عبد الرحمن بن كثير قال : ـ كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام يوماً ، وعنده مهزم الأسدي ، فقال جعلني فداك متى هذا الأمر الذي تنتظروه؟ فقال : طال علينا ، فقال : يا مهزم كذب المتمنّون ، وهلك المستعجلون ، ونجا المسلّمون ، وإلينا يصيرون ـ [٣].

عن أبي عبد الله عليه‌السلام ـ هلكت المحاضير ، قال الراوي : وما المحاضير؟ قال المستعجلون ، ونجا المقرّبون ـ [٤] ، وعن أبي عبد الله عليه‌السلام في تفسير قوله تعالى : ( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ) [ النحل ] ، قال : ـ هو ما أمرنا الله عزّ وجلّ أن لا نستعجل به حتّى يؤيّده الله بثلاثة أجناد الملائكة والمؤمنين والرعب ، وخروجه عليه‌السلام كخروج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ١٩٩.


[١] النعماني ، الغيبة ، ص ٢٠٠.

[٢] محمّد باقر المجلسي ، بحار الأنوار ، ج ٦٨ ، ص ٩٦.

[٣] النعماني ، الغيبة ، ص ١٩٨.

[٤] م س ، ص ١٩٧.

اسم الکتاب : النظرية المهدوية في فلسفة التاريخ المؤلف : الأسعد بن علي قيدارة    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست