responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النظرية المهدوية في فلسفة التاريخ المؤلف : الأسعد بن علي قيدارة    الجزء : 1  صفحة : 161

أوّلاً : الإحساس بالاستعداد الكامل لتطبيق الأطروحة الإسلامية التي ستكون أطروحة مجتمع الظهور ، إنّ المنتظر الرسالي هو الذي يجد في نفسه هذا الإحساس والاندفاع لتعاليم الرسالة الإسلامية بما هي النموذج الأكمل للفكر والتشريع والصيغة الوحيدة القادرة على خلاص الإنسان.

ثانياً : الشعور بأنّ انطلاقة النهضة المهدية وشيكة ، وأنّ احتمال ظهوره في أي وقت وارد بحيث لا يمكن أن نوقّته بوقت معيّن.

ولذلك وردت روايات تنهى عن التوقيت مرسخة هذا البعد النفسي مؤكّدة أنّ الأمر يأتي بغتة : ـ إنّ أمرنا بغتة فجأة ـ [١].

ثالثاً : الارتباط الوجداني بالمهدي عجل الله تعالى : إنّ الانتظار فضاء للارتباط الروحي والتفاعل المعنوي العميق مع الإمامf ، حتّى يكون الإمام حاضراً دوماً في أحاسيسنا ومشاعرنا في حياتنا اليومية وآفاقنا وأحلامنا حتّى نعمّق اللهفة في نفوسنا لملاقاته والسير على دربه ، جاء في الحديث : ـ واعلم أنّ قلوب أهل الطاعة والإخلاص تنُزّع إليك مثل الطير إذا أمّت أوكارها ـ [٢].

وعن الرضا عليه‌السلام : ـ كم من حرّى مؤمنة ، وكم من مؤمن متأسّف حرّان حزين عن فقدان الماء المعين ـ [٣].

ولقد وجّه الأئمة عليهم‌السلام شيعتهم إلى تجذير هذا الارتباط الوجداني بالمهدي من خلال أدعية كثيرة تحوي مفاصل تثير في النفس كلّ معاني الحبّ والشوق والولاء والوَلَه ، تعكس حقّاً حالة المنتظر الرسالي المتحرّق إلى لقاء القائد ولقاء الانتصار.

جاء في دعاء الندبة : ـ إلى متى أُحارُ فيك يا مولاي؟ وإلى متى وأي خطاب أصف فيك؟ وأي نجوى؟ عزيز عليّ أن أجاب دونك وأناغي ، ... عزيز علي أن أبكيك ويخذلك الورى ، عزيز عليّ أن يجري عليك دونهم ما جرى ، هل من معين فأطيل معه العويل


[١] الشيخ المفيد ، المزار ، ص ٩.

[٢] المجلسي ، بحار الأنوار ، ج ٥٢ ، ص ٣٥.

[٣] عباس القمي ، مفاتيح الجنان ، ص ١٤٠.

اسم الکتاب : النظرية المهدوية في فلسفة التاريخ المؤلف : الأسعد بن علي قيدارة    الجزء : 1  صفحة : 161
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست