responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مهدي الامم (عجل الله تعالى فرجه) المؤلف : عبد الله الحسن    الجزء : 1  صفحة : 351
الرسول صلى الله عليه وآله ومن أجل ذلك غيبه الله عنهم إلى أن يأذن له بالظهور في وقته الذي أراده له، فيطهّر الأرض من براثن الفساد والطغيان، ويخلص الناس من الظلم والعدوان، فيملأ الدنيا قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.

هذا وقد أنبأت جملة من الروايات الشريفة بأن غيبة الإمام عليه السلام ليست الأولى من نوعها في تأريخ الأمم، بل وقع في الأمم السالفة أيضاً مثل غيبته، فقد غاب بعض الأنبياء عن أقوامهم فترة من الزمن لحكمة اقتضت ذلك, فحينئذ لايكون هذا الأمر مستغرباً عند عامة الناس، وقد وقع مثله في الأمم الغابرة[1].

وقد شنّع علينا بعض المخالفين القول بغيبته، ولم يتفهموا سرّ الغيبة التي سوف يتمخّض منها النصر والظفر حين يأذن له الباري تعالى بالظهور، هذا مع اعتقاد فرق المسلمين بوجود عيسى والخضر عليهما السلام، وقد غابا عن الناس إلى أن يظهرهما الله تعالى في آخر الزمان.

ورحم الله الشيخ البلاغي إذ يقول في ردّه على أمثال هؤلاء:


ولم يكُ من خوف الأذاة اختفاؤهولكنّ بأمر الله خيّر له السترُ
وحاشاه من جبن ولكن هو الذيغدا يختشيه من حوى البرُ والبحرُ
أكلُّ اختفاء خلت من خيفة الأذىفربّ اختفاء فيه يُستنزل النصرُ
وكلّ فرار خلت جبناً فربمايفرُ أخو بأسٍ ليمكنه الكرُ

[1] راجع ماذكره الشيخ الصدوق رحمه الله تعالى من غيبات الأنبياء وأولهم نبي الله إدريس عليه السلام في كمال الدين وتمام النعمة, الشيخ الصدوق: ص١٢٧ الخ.

اسم الکتاب : مهدي الامم (عجل الله تعالى فرجه) المؤلف : عبد الله الحسن    الجزء : 1  صفحة : 351
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست