responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 57

الشعراء والخطباء:

من الطبيعيّ جدّاً أن يشارك الخطباء - وبعضهم شعراء في نفس الوقت – في هذه المعمعة الفكرية، فيؤيّد بعضهم السيّد الأمين ويعارضه آخرون. وهو حقّ من حقوقهم، كغيرهم من العلماء والكتّاب والمثقّفين الذين أيّدوا وعارضوا.

لكن أن يأتي شاعر ويتعدّى الحدود المرسومة ويتجاسر على السيّد الأمين ومؤيّديه وينعتهم بنعوت باطلة، ويتلاعب بعقول الناس ويحاول تمويه الحقائق عليهم، فهذا غير مسموح به، ولا أعتقد أنّ التأريخ سوف يمحو هذا عن صفحاته. وعلى كلّ حال، فمن الشعراء الخطباء الذين كان لهم دور بارز في هذه

الأحداث، هو الشاعر الكبير والخطيب المفوّه السيّد صالح الحلّي (ت١٣٥٩ه)، الذي مدحه وأثنى عليه وعلى مقدرته الخطابيّة محبّوه ومبغضوه[1].

ومع ذلك كلّه نرى أنّ السيّد الحلّي يقف موقفاً معارضاً بل معادياً ومعانداً للسيّد الأمين، ويتعرّض له في مجالسه بالتصريح تارةً وبالإشارة اُخرى، ويصفه بصفات باطلة، وممّا قاله فيه:


يا راكباً أما مررت بـ (جلّق)[2]فأبصق بوجه (أمينها) المتزندق[3]

ولم يكتف بذلك فقط، بل شنّ حملة شعواء على كلّ المؤيّدين والمناصرين للسيّد الأمين، فأخذ ينهال عليهم بالطعن والاتهامات الباطلة، حتّى وصل به الأمر إلى أن تجاسر على المرجع الدينيّ الكبير السيّد أبي الحسن الأصفهاني ؛ لأنّه أيّد السيّد الأمين.


[1] انظر: البابليّات ٤: ١٣٣، أدب الطفّ ٩: ٢٠٤ - ٢٠٥.

[2] جلّق: دمشق. معجم البلدان ٢: ١٥٤ «جلّق».

[3] هكذا عرفتهم ١: ٢٠٨.

اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست