responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 452

اللطم واللدم

مَن ذا يشكّ ويرتاب في رجحان مواساة أهل بيت الرحمة وسفن النجاة، والتأسّي بهم في الأفراح والأتراح والضرّاء والسرّاء؟!

أو من ذا يشكّ أنّ أهل البيت - سلام الله عليهم - قد لطموا في فاجعة الطفّ وجوههم، ولدموا صدورهم، وقرح البكاء خدودهم وعيونهم؟! وفي زيارة الناحية المقدّسة «فبرزنَ من الخدور ناشرات الشعور لاطمات الخدود سافرات الوجوه»[1].

ولا تقل: إنّ هذا مخصوص بيوم الطفّ وما قاربه، فقد روى الصدوق رضوان الله عليه أنّ دعبل لمّا أنشد الرضا عليه السلام تائيّته المشهورة التي فيها: «إذاً للطمت الخدّ فاطم عنده» لطمت النساء وعلا الصراخ من وراء الستر وبكى الرضا عليه السلام في إنشاد القصيدة حتّى أُغمي عليه مرّتين[2].

فإذا جاز للرضا عليه السلام أن يتعرّض لسبب الإغماء الذي هو أخ الموت، فلماذا لايجوز لشيعته ضرب الرؤوس والظهور ولدم الصدور وأمثالها ممّا هو دون الإغماء بكثير؟!


[1] المزار: ٥٠٤، زيارة أخرى في يوم عاشوراء خرجت عن الناحية، باختلاف يسير.

[2] لم نعثر على نصّ للشيخ الصدوق بهذا العنوان، ولكن نقل أبو الفرج الأصفهاني هذه الواقعة بهذه الكيفيّة في الأغاني ٢٠: ١٦٢، دعبل وعلي ابن موسى الرضا(عليه السلام)، ونقلها عنه بهذا النصّ المرحوم الأميني في الغدير ٢: ٣٥٠ والسيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة ٦: ٤١٥.

اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 452
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست