اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء الجزء : 1 صفحة : 288
سيّدة النساء وبضعة سيّد الأنبياء، ومن يوم قُتل فيه أميرالمؤمنين عليهالسلام بالسيف، ومن يوم قُتل فيه الحسن الزكيّ المجتبى عليهالسلام بالسمّ، كما في خبر ابن الفضيل الهاشميّ، المروي في الوسائل؛ معلّلاً ذلك بأنّ كلّ مَن مضى من أصحاب الكساء الخمسة ـ الذين كانوا أكرم الخلق على اللّه تعالى ـ يبقى بعده منهم مَن فيه للناس عزاء سلوة، إلاّ الحسين، فإنّه لما قُتل لم يبق بعده منهم مَن فيه عزاء للناس وسلوة، «فكان ذهابه كذهاب جميعهم، كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم، فلذلك صار يومه أعظم الأيام مصيبة»[1].
[1] أخرج قسما منه الحرّ العاملي في وسائل الشيعة ١٤ : ٥٠٣ ـ ٥٠٤ حديث ٦، باب ٦٦ من أبواب «المزار وما يناسبه»، نقلاً عن علل الشرائع للشيخ الصدوق : ٢٢٥ حديث١. وأخرجه كاملاً ـ عن علل الشرائع أيضاً ـ العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ٤٤: ٢٦٩ ـ ٢٧١ حديث١ باب٣٢ «إنّ مصيبته صلوات اللّه عليه كانت أعظم المصائب» وتمام الحديث هو محمّد بن عليّ بن بشّار القزوينيُّ، عن المظفّر بن أحمد، عن الأسدي، عن سهل، عن سليمان بن عبداللّه، عن عبداللّه بن الفضل قال : قلت لأبي عبداللّه عليهالسلام: يا بن رسول اللّه، كيف صار يوم عاشوراء يوم مصيبة وغمّ وجزع وبكاء، دون اليوم الّذي قُبض فيه رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ واليوم الّذي ماتت فيه فاطمة عليهاالسلام؟ واليوم الّذي قُتل فيه أميرالمؤمنين عليهالسلام؟ واليوم الّذي قُتل فيه الحسن عليهالسلام بالسمِّ؟ فقال : «إنّ يوم قتل الحسين عليهالسلام أعظم مصيبة من جميع سائر الأيام، وذلك أنّ أصحاب الكساء ـ الّذين كانوا أكرم الخلق على اللّه ـ كانوا خمسة، فلمّا مضى عنهم النبيُّ، بقي أميرالمؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام فكان فيهم للنّاس عزاء وسلوة، فلمّا مضت فاطمة عليهاالسلام كان في أميرالمؤمنين والحسن والحسين عليهمالسلام للناس عزاء وسلوة، فلمّا مضى منهم أميرالمؤمنين كان للناس في الحسن والحسين عليهماالسلام عزاء وسلوة، فلمّا مضى الحسن عليهالسلام كان للناس في الحسين عزاء وسلوة. فلمّا قُتل الحسين عليهالسلام لم يكن بقي من أصحاب الكساء أحد للناس فيه بعده عزاء وسلوة، فكان ذهابه كذهاب جميعهم،، كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم، فلذلك صار يومه أعظم الأيّام مصيبة». قال عبداللّه بن الفضل الهاشمي: فقلت له : يا بن رسول اللّه، فلِمَ لم يكن للنّاس في عليّ بن الحسين عليهماالسلام عزاء وسلوة، مثل ما كان لهم في آبائه عليهمالسلام؟ فقال : «بلى إنّ عليّ بن الحسين كان سيّد العابدين، وإماما وحجّة على الخلق بعد آبائه الماضين، ولكنّه لم يلق رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم، ولم يسمع منه، وكان علمه وراثه: عن أبيه عن جدّه عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم . وكان أميرالمؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام قد شاهدهم الناس مع رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلمفي أحوال تتوالى، فكانوا متى نظروا إلى أحد منهم تذكّروا حاله من رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلموقول رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم له وفيه، فلمّا مضوا فقد الناس مشاهدة الأكرمين على اللّه عزّوجلّ، ولم يكن في أحد منهم فقد جميعهم إلاّ في فقد الحسين عليهالسلام؛ لأنّه مضى في آخرهم، فلذلك صار يومه أعظم الأيّام مصيبة». قال عبداللّه بن الفضل الهاشميّ : فقلت له : يا بن رسول اللّه، فكيف سمّت العامّة يوم عاشوراء يوم بركة؟ فبكى عليهالسلام ثمّ قال : «لمّا قُتل الحسين عليهالسلام تقرّب الناس بالشام إلى يزيد، فوضعوا له الأخبار وأخذوا عليها الجوائز من الأموال، فكان ممّا وضعوا له أمر هذا اليوم، وأنّه يوم بركة، ليعدل الناس فيه من الجزع والبكاء والمصيبة والحزن، إلى الفرح والسّرور والتبرُّك والاستعداد فيه، حكم اللّه بيننا وبينهم». قال: ثمّ قال عليهالسلام: «يا بن عمّ وإنّ ذلك لأقل ضررا على الإسلام وأهله ممّا وضعه قوم انتحلوا مودّتنا وزعموا أنّهم يدينون بموالاتنا ويقولون بإمامتنا : زعموا أنّ الحسين عليهالسلام لم يُقتل، وأنّه شُبّه للناس أمره كعيسى بن مريم، فلا لائمّة إذا على بني اُميّة ولا عتب على زعمهم، يا بن عمّ من زعم أنّ الحسين لم يُقتل فقد كذّب رسول اللّه وعليّا وكذّب من بعده من الأئمّة عليهمالسلامفي إخبارهم بقتله، ومن كذّبهم فهو كافر باللّه العظيم، ودمه مباح لكلّ من سمع ذلك منه». قال عبداللّه بن الفضل : فقلت له: يا بن رسول اللّه فما تقول في قوم من شيعتك يقولون به؟ فقال عليهالسلام:«ما هؤلاء من شيعتي، وأنا برىء منهم». قال : فقلت : فقول اللّه عزّوجلّ : «وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ» قال : «إنّ اُولئك مسخوا ثلاثة أيّام ثمّ ماتوا ولم يتناسلوا، وإنّ القردة اليوم مثل اُولئك وكذلك الخنزير وسائر المسوخ، ما وجد منها اليوم من شيء فهو مثله لا يحلُّ أن يؤكل لحمه». ثم قال عليهالسلام : «لعن اللّه الغُلاة والمفوّضة فانّهم صغّروا عصيان اللّه، وكفروا به وأشركوا وضلّوا وأضلوا فرارا من إقامة الفرائض وأداء الحقوق».
اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء الجزء : 1 صفحة : 288