responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 180

يُعاقب بها كاتم العلم، ما زلتُ بحمدِ اللّه‌ سبحانه وحُسن توفيقه صادحا[1] ـ منذ دخولي البصرة من شهر شعبان[2] إلى اليوم[3] ـ في الناس بالنهي لهم عمّا قد تعوّدوه من الإتيان بضروب المحرّمات والمنكرات والسخافات[4] والحماقات[5] وجعلهم إياها من جملة الديانات الشرعيّة، خصوصا مسألة التشبيهات[6] التي يُمثّلونها في عاشوراء، فصرتُ مُنوّها برفضها ومُصرّحا بما فيها من التحريم؛ لأنّي أراها مُجلبةً لسخرية الملل الخارجة، وداعيا من دواعي الاستهزاء.

فحرّمتها علنا، مناديا بذلك بين الخلق، هاديا لهم إلى سبيل الحقّ والرشاد، ومقدِّسا للدّين القويم عمّا جعله منه جماعة الجاهلين.

ولمّا علمَ بتحريمي لذلك أرباب العقول السليمة والآراء النيّرة وأصحاب الحِجا[7] والمعرفة، طفقوا يشكرون لي على تنزيهي للدِّين الشريف عن سخافات الجهلة، حتّى لقد جرت بيني وبين بعض من جاءني محادثةً في هذه وغيرها من


[1] في الصحاح ١ : ٣٨١ «صدح» : صدح الديك والغراب صدحا : أي صاح.

[2] في سنة ١٣٤٣ هـ وهي السنة التي ترك فيها دولة الكويت واستقر في مدينة البصرة، كما ورد ذلك في ترجمته في بعض المصادر.

[3] أي في سنة ١٣٤٥ هـ وهو تأريخ تأليفه لهذه الرسالة.

[4] السخف : رقّة العقل، وقد سخف الرجل سخافةً فهو سخيف. الصحاح ٤ : ١٣٧٢ «سخف».

[5] الحمق : قلّة العقل، وقد حمق الرجل حماقةً فهو أحمق. الصحاح ٤ : ١٤٦٤ «حمق».

[6] يُسمّى في اللغة العاميّة في العراق «السبايا» و«الشبيه» و«الدائرة»، وكانت تُقام في عدّة أماكن في العراق منها الكوفة والحيرة، وهي عبارة عن تمثيل الأحداث المأساوية التي جرت يوم عاشوراء على الإمام الحسين عليه‌السلام وأهل بيته وأصحابه الشهداء.

[7] الحجا: العقل. الصحاح ٦ : ٢٣٠٩ «حجا».

اسم الکتاب : رسائل الشعائر الحسينية المؤلف : مجموعة من العلماء    الجزء : 1  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست