responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المسلمون قوّة الوحدة في عالم القوى المؤلف : الإدريسي السوداني، عبد القادر    الجزء : 1  صفحة : 49

تمهيد

إنّ اختلاف النّاس في أفكارهم وآرائهم ومواقفهم وعاداتهم لأمر طبيعي تقتضيه ظروف حياة البشر ، فلو استقصينا أزمنة التاريخ لما وجدنا البشرية في أيّ لحظة من الزمن تجتمع وتتفق على كلّ الأمور والقضايا بمجملاتها وتفاصيلها ، تلك الفترة البدائية القصيرة التي يتحدّث عنها القرآن الكريم بقوله (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً) [١] ؛ أي قبل أن يعملوا عقولهم ويتنبّهوا إلى ما حولهم من حقائق ومصالح.

وحتّى المجتمعات الإيمانية من أتباع الأنبياء والأئمّة والأولياء لم يكونوا جميعاً على مستوى واحد من الفكر والالتزام ، كما لم تكن متطابقة ولا متفقة على جميع الجزئيات والتفاصيل الدينية والحياتية.

ونلاحظ جلياً في حياتنا كيف يختلف الناس في كلّ شيء حتّى لا نكاد نجد أمراً يتفق عليه الجميع ولعلّنا نستوحي أو نستشفّ من بعض الآيات الكريمة في القرآن الحكيم حتميّة وجود الاختلاف والتفاوت بين أبناء البشر حسبما شاءت إرادة الله تعالى وحكمته.

يقول تعالى : (وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاء فِي رَحْمَتِهِ


[١] البقرة (٢) : ٢١٣.

اسم الکتاب : المسلمون قوّة الوحدة في عالم القوى المؤلف : الإدريسي السوداني، عبد القادر    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست