إنّ الوفاق ضرورة يمليها الإسلام نفسه على المسلمين ، ولو لم تدع إليه ضرورة حفظ الذات ، ورعاية المصالح ، وردّ عادية العدو ؛ لأنّ الوفاق بين المسلمين ووحدتهم من مقتضيات عقيدة التوحيد ، ومن مقتضيات شريعة الإسلام ، ومن لا يؤمن بهذه الوحدة ولا يدعو إليها ولا يحرص عليها ، ولا يدفع عنها عوامل الفرقة ، فإنّ إسلامه منقوص ؛ لأنّه يخالف تكليفاً شرعياً أمر الله تعالى به ، ونهى عن معصيته في القرآن الكريم في آيات محكمات بيّنات ، منها قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)[٢] ، (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ)[٣] ، (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ)[٤] ، (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)[٥] ، وغيرها. وفي السنّة الشريفة الصحيحة من هذا كثير.
[١] نقلاً عن ورقة الشيخ محمّد مهدي شمس الدين من كتاب (الإمام السيّد عبد الحسين شرف الدين مصلحاً ومفكراً وأديباً). [٢] الحجرات (٤٩) : ١٠. [٣] آل عمران (٣) : ١٠٣. [٤] التوبة (٩) : ٧١. [٥] الأنفال (٨) : ٤٦.