قال : ثمّ إنّه (أي رسول الله (صلى الله عليه وآله)) لمّا دنا أجله ، وانقضى نحبه ، وآثر جوار ربّه ، نظر لأُمّته نظر الوالد لولده ، وركز فيهم راية الحقّ ، ونصب لهم لواء الصدق ، وخلّف فيهم الثقلين : كتاب الله ، وعترته أهل بيته ، دليلين في الظلمة ، قائدين إلى الرحمة .
وذكر أنّ الكتاب يصدّق بعضه بعضاً . . . ، ولا يظهر ما في مطاويه إلاّ بدليل ناطق ومقرّ صادق ، والدليل على أحكامه من جعله النبي (صلى الله عليه وآله) له قريناً ونصبه عليه أميناً ، بقوله (صلى الله عليه وآله) : «إنّي مخلّف فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا ، فإنّ اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » ، فهما قرينان متّفقان ، وصاحبان لا يفترقان[1] .
عماد الدين أبو جعفر محمّد بن علي الطوسي المعروف بابن حمزة :
ذكره منتجب الدين (القرن السادس) بعنوان : الشيخ الإمام عماد