(صلوات الله عليه) . . . ، فلمّا كان قبل موت معاوية بسنة ، حجّ الحسين بن علي (صلوات الله عليه) ، وعبد الله بن عبّاس ، وعبد الله بن جعفر معه . . . ، فقام فيهم الحسين (عليه السلام) خطيباً . . . ، قال سُليم : فكان فيما ناشدهم الحسين (عليه السلام) وذكّرهم . . . ، قال : «أتعلمون أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال في آخر خطبة خطبها : أيّها الناس ، إنّي تركت فيكم الثقلين : كتاب الله وأهل بيتي ، فتمسّكوا بهما لن تضلّوا» ؟ .
الخامس : سُليم بن قيس قال : سمعت سلمان يقول : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) : . . .
قال أبان : فحدّثت الحسن بن أبي الحسن ـ وهو في بيت أبي خليفة ـ بهذا الحديث عن سُليم عن سلمان : . . .
قال أبان : فلمّا حدّثنا بهذين الحديثين خلوت به . . . ، فقال : يا أحمق ، لا تقولن «إن كان» ، هو والله لعلي دونهم ، وكيف لا يكون له دونهم بعد الخصال الأربع ؟ ولقد حدّثني عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) الثقات ما لا أُحصي .
قلت : وما هذه الخصال الأربع ؟
قال : قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ونصبه إيّاه يوم غدير خمّ ، وقوله في غزوة تبوك : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير النبوّة» ، ولو كان غير النبوّة لاستثناه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، وقد علمنا يقيناً أنّ الخلافة غير النبوّة ،
[1] كتاب سُليم ٢ : ٧٩٢ ح٢٦ ، والحديث طويل نقلنا منه موضع الحاجة ، وعنه المجلسي (ت ١١١١ هـ ) في البحار ٣٣ : ١٧٣ ح٤٥٦ ، والشيخ يوسف البحراني (ت ١١٨٦ هـ ) في الدرر النجفيّة : ٢٧٨ ، ٢٨١ ، وأيضاً عنه باختصار الطبرسي (القرن السادس) في الاحتجاج ٢ : ٨٠ ]١٦٢[ ، ولم يورد فيه حديث الثقلين ، ونقله عن الاحتجاج مترجماً إلى الفارسية محمّد بن الحسين الرازي (القرن السابع) في نزهة الكرام ٢ : ٦٦١ ، ولم يورد فيه حديث الثقلين أيضاً .