والرواية دالّة على أنّ عائشة التدمت وضربت وجهها، فلو كان محرّماً لما فعلته، سواء كان قولها: فمن سفهي وحداثة سنّي سبباً لوضع رسول الله صلّى الله عليه وآله على الوسادة، أو كان سبباً للالتدام وضرب الوجه، أو لكليهما.
المشي إلى الزيارة:
وهذا العمل من المؤمنين راجح شرعاً بأعلى مراتب الرجحان؛ للروايات الكثيرة المستفيضة الدالّة على ذلك:
منها: عن أبي سعيد القاضي، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السّلام في غريفة له ــ وعنده مرازم ــ فسمعت أبا عبد الله عليه السّلام يقول: ((من أتى قبر الحسين عليه السّلام ماشياً كتب الله له بكلّ قدم يرفعها ويضعها: عتق
[1] مجمع البحرين ٦: ١٦١، مادّة«لدم»، وقال صاحب القاموس المحيط: اللدم: اللطم والضرب بشيء ثقيل... والمرأة ضربت صدرها في النياحة. القاموس المحيط ٤: ٢٤٧، مادّة«لدم». وقال ابن منظور في لسان العرب: اللَّدم: ضرب المرأة صدرها. لدمت المرأة وجهها: ضربته... والتدم النساء إذا ضربن وجوههن في المأتم... والتدام النساء: ضربهنّ صدورهنّ ووجوههنّ في النياحة. لسان العرب ٤: ٣٥٦٠، مادّة«لدم».
اسم الکتاب : زيارة عاشوراء تحفة من السماء (بحوث الشيخ مسلم الداوري) المؤلف : الحسيني، عباس الجزء : 1 صفحة : 254