responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المسلمون في النرويج المؤلف : هدى علي الجابري    الجزء : 1  صفحة : 48
وهو ما أكد عليه بعض العلماء مثل (توينبي، إيكيدا) حيث يقول الأخير: (إنَّ النماذج الدينية هي أساس العمل الإبداعي في خلق الحضارات)[1].

مفاهيم الحداثة في رأي المفكر السيد محمد باقر الصدر

تبنى الشهيد الصدر بعض مبادئ الحداثة كالعقلانية والحرية والتقدم لا كمبادئ الحداثة بمفهومها الغربي، بل كمبادئ تعبر عن أبعاد خلافة الإنسان في علاقتها مع حركة التاريخ. إنّ الفكر الإسلامي ـ في نظر الشهيد الصدر ـ لا يرفض هذه المبادئ في حد ذاتها, بل يرفضها لأنها اتخذت معنى خاصاً من جراء انفصالها عن الله، فهي تتخذ صورة أخرى ومعنى جديداً لما يتم ربطها بالغيب. فالإسلام لا يرفض التقدم، بل مفهوم التقدم في الرؤية الإسلامية أقوى وأوسع من مفهوم التقدم في الرؤية الغربية، التقدم في الفلسفة الغربية هو مفهوم صاغه العقل، أو يتصوره الإنسان المحدود بنسبيته المادية والمكانية والزمانية في حين أنّ مفهوم التقدم في الرؤية الإسلامية وكلّ المفاهيم الأخرى كالعقلانية والحرية وغيرهما هي مفاهيم وقيم لا تستطيع الرؤية الغربية إلى الإنسان والتاريخ أن تتحملها، لأنها رؤية ضيقة، ولأن هذه المبادئ والقيم تنتج عن محاولة الإنسان التخلق بصفات الله وأسمائه.

غلطة المحدثين

وهكذا فالمسألة ـ في فلسفة الشهيد الصدر ـ ليست مسألة رفض الحداثة أو تحديث الإسلام كما يرى المحدثون في العالم الإسلامي، بل المسألة مسألة رد قيم الحداثة إلى حجمها، أي ردّها إلى الظروف الاجتماعية والتاريخية التي أنتجتها، والنظر إلى القيم ومفاهيم الحداثة حسب متطلبات الإسلام. ومن هنا يرى الشهيد الصدر بأنّ المحدثين في العالم الإسلامي الذين يقولون بتحديث الإسلام قد ارتكبوا خطأً شرعياً ومنهجياً في نفس الوقت.

الخطأ الشرعي:

نظروا إلى الحداثة كحقيقة مطلقة بدلا من الشريعة التي اعتبروها كمجرّد حقيقة نسبية.


[1] الإسلام الثابت الحضاري: مصدر سابق، ألكسي مالاشينكو، ترجمة: د.ممتاز الشيخ.

اسم الکتاب : المسلمون في النرويج المؤلف : هدى علي الجابري    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست