اسم الکتاب : التسميات بين التسامح العلويّ والتوظيف الأمويّ المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 49
معيّنين في كتابه وسنة نبيه أخذ يحمل طابعاً آخر ، وحسبما مرّ عليك في الحديث أن الله سبحانه وتعالى قال : أنا المحمود وهذا محمّد وأنا العلي وهذا علي ...
إِذن نحن لا نوافق ابن حجر وابن دريد الأزدي فيما قالوه عن اشتقاق أسماء المعصومين ، ونُرجعُ ذلك إلى نظرتهم الأُحادية اللّغوية ، لأ نّهم يدرسونها كموادّ لغو يّة بحتة ولا يدرسونها مع ما تحمل من مفاهيم معرفيّة وعقائديّة ، أي أنّ بحثهم لهكذا اشتقاقات جاءت في إطار اللغة فقط ، و إنّي أُرجِّحُ ـ خلافاً لجميع المؤرّخين وأصحاب التراجم ـ بأنّ هذه الأسماء لم تكن بمعانيها الآلهية قبل ولادة هذه الذوات ، وعلى فرض التنزّل والقول بأ نّها كانت في الجاهلية فمن المؤكّد أ نّها لم تكن تحمل نفس اللحاظ والمعنى ، بل أتت لاحقاً بمفهوم أعلى من مفهوم اللغة .
إذ حكى ابن دريد الأزدي في كتاب ( الاشتقاق ) : أنّ عبدالمطّلب نحر جزوراً لمّا ولد الرسول(صلى الله عليه وآله) ، فقالوا له : ما سميت ابنك هذا ؟ قال : سمّيته محمّداً ، قالوا : ما هذا من أسماء آبائك !! قال : أردت أن يحمد في السماوات والأرض .
فمحمد ( مُفَعَّل ) ، لأ نّه حُمِدَ مرّةً بعد مرّة ، كما تقول كرّمته وهو مكرّم ، وعظّمته وهو معظّم ، إذا فعلت ذلك مراراً[1] .
وفي الكافي : عن ابن السائب ، عن أبي عبدالله(عليه السلام) عن أبيه(عليه السلام) ، قال : عقّ أبو طالب عن رسول الله يوم السابع ودعا آل أبي طالب ، فقالوا : ما هذه ؟
فقال : هذه عقيقة أحمد .
قالوا : لأيّ شيء سمّيته أحمد ؟
قال : سمّيته أحمد لمَحْمَدَةِ أهل السماء والأرض[2] .