responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حقوق الانسان عند الامام علي بن ابي طالب(عليه السلام) رؤية علمية المؤلف : غسان السعد    الجزء : 1  صفحة : 102

المامون على ارواح الناس واعراضهم واموالهم وجميع حقوقهم ، والتقوى المتلازمة مع الايمان بالله تعالى ، تعد القطب الذي يدور عليه التفاضل في الاسلام[1]، يقول الإمام علي : " لا تضعوا من رفعته التقوى "[2] و"لا ترفعوا من رفعته الدنيا "[3] ،ومن اهمية التقوى كسبيل للارتقاء الانساني نلاحظ اهتمام الإمام بها كموروث فكري اساسي للامام [4]،ومن نتائج ذلك ، لا يصلح ان يكون غير المتقي قائدا للمسلمين او قاضيا او شاهدا في المسائل القضائية او اماما للصلاة ولا يصبح تبني المواقف تبعا لانبائه وارائه كونه فاقدا للمصداقية [5].

والتفاضل على اساس التقوى ليس اجحافاً بحق احد ولا تناقضاً بينه وبين المساواة التي اقرها الاسلام ،فلكل امر مجاله الخاص به ،بل ان من الحقوق الانسانية ان تتحقق التفاضل الموضوعي بين الناس ، ان عدم التفاضل قد يكون من مصاديق الظلم والاجحاف المؤدي الى ارباك العقول والقلوب والنفوس والى اشاعة الاضطراب في المواقف والسلوك ،وتتحقق حالة الطمأنينة بين الناس حينما " يركنون الى هذا الميزان بمختلف انتماءاتهم العقائدية والعرقية والطبقية"[6].


[1] يقول الله في القرآن الكريم "يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله خبير عليم" ، سورة الحجرات /الآية 13.

[2] مدير ، مصدر سابق ، ج2، ص180.

[3] المصدر السابق ،ج2، ص171 .

[4] حيث وردت دعوته للتقوى واهميتها في الفكر والسلوك الانساني في كثير من خطبه ورسائله وحكمه ينظر: الشريف الرضي (الجامع) ، نهج البلاغة ، تعليق وفهرسة د. صبحي، مصدر سابق،الخطب:15/62/81/112/130/155/159/165/171/180/181/186/189/190/191/192/193/194/196/228، الكتب 12/25/26/27/30/31 /45/46/47/53،الحكم : 95/203/210/242/344/388/410.

[5] محمد مهدي شمس الدين ، دراسات في نهج البلاغة ،ط2، (بيروت ، دار الزهراء ، 1972)، ص35 .

[6] سبحاني ، خصائص الاسلام العامة ، مصدر سابق ، ص ص475-476 .

اسم الکتاب : حقوق الانسان عند الامام علي بن ابي طالب(عليه السلام) رؤية علمية المؤلف : غسان السعد    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست