responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منظومة حقوق العترة النبوية بين التطبيق والنظرية المؤلف : المدني، محمد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 199

وتسلب منهم مقومات المعارضة والقدرة على المطالبة بحقهم، فقامت بسلب ما يمكنه أن يكون سبباً في ذلك، فكانت فدك من تلك الأسباب فعمدت إلى سلبها من مالكها الشرعي فاطمة الزهراء عليها السلام، وعندما طالبت الزهراء بها امتنعت السلطة من إعطائها لها، ولم تصدق دعواها !! وطالبتها ببيّنه، وقد نقل البلاذري في فتوح البلدان[1]، والحموي في معجم البلدان[2] أنّها عليها السلام جاءت بالإمام علي وأم أيمن ليشهدا لها بصحة دعواها فلم تكتف السلطة بشهادة أخي رسول الله وهارون الأمّة، وقالت إن البينة لا تتم إلاّ برجلين أو رجل وامرأتين !! وقد علق ابن حجر في "الصواعق المحرقة" على البيّنة قال: (ودعواها أنه نحلها فدكاً لم تأت عليها ببينة إلاّ بعلي وأم أيمن فلم يكمل نصاب البينة)[3] !! فعادت بضعة النبي (صلى الله عليه وآله) مكسورة مهظومة قد سلبوها حقّها عن تدبير مسبق.

ومع ذلك لم تتوقف عن المطالبة بحقها لتسجل للتاريخ ملحمة عظمى في المطالبة بالحق وإن كان الغاصب له السلطة، ولتجعل من المطالبة بفدك رمزاً لمظلومية أهل البيت وعنواناً لحقوقهم المسلوبة، فعادت مرة أخرى لتطالب بفدك بعنوان كونها إرثاً وهي الوريث للنبي (صلى الله عليه وآله)، ومع ذلك لم ينفع ذلك مع السلطة وكأنها كانت مستعدة لردّ هذه الحجّة أيضاً عن سابق تدبير، حيث ادعت أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لا نورث ما تركناه صدقة وهكذا أغلقت الباب أمام المطالبة بفدك وغيرها.

وفي ذلك أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما بسنديهما إلى عروة بن الزبير عن عائشة، أنّها أخبرته: ( أنّ فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم


[1] فتوح البلدان، البلاذري: ج1 ص35.

[2] معجم البلدان، ياقوت الحموي: ج4 ص239.

[3] الصواعق المحرقة، ابن حجر: ج1 ص93.

اسم الکتاب : منظومة حقوق العترة النبوية بين التطبيق والنظرية المؤلف : المدني، محمد هاشم    الجزء : 1  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست