responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 285

تكذيب كعب الأحبار فيما رآه وما رواه:

ولتنوير القارئ عن كعب الأحبار الّذي كان يهودياً، وأظهر الإسلام في خلافة عمر، مع أنّه أدرك العهد النبوي فلم يسلم، وهذا ما أثار الشك عند غير واحد في صحة إسلامه، حتى أنّ العباس بن عبد المطلب قاله له: ما منعك أن تسلم في عهد النبي(صلى الله عليه وآله) وأبي بكر حتى أسلمت الآن في عهد عمر، فقال: انّ أبي كتب لي كتاباً من التوراة فدفعه إليَّ، وقال: اعمل بهذا واتـّبعهُ وأخذ علي بحق الوالد أن لا أفضّ هذا الخاتم، وختم على سائر كتبه، فلما رأيت الإسلام قد ظهر ولم أر إلا خيراً، قالت لي نفسي: لعل أباك قد غيّب عنك علماً، ففضضت الخاتم فإذا فيه صفة محمد وأُمته، فجئت الآن فأسلمت[1].

قال محقق الخصائص: يلوح من سؤال العباس أنّه كان مرتاباً في إسلام كعب، ولهذا اعتذر له كعب بهذا العذر الّذي نرجو أن يكون صادقاً فيه، فإنّ بعض الناس ليشكّك في إسلام هذا الرجل، ويتـّهمونه بالمشاركة في المؤامرة التي دُبّرت لقتل عمر، والعقل يستبعد أن يوصي يهودي ولده بالخروج من يهوديته والدخول في دين يناهضها، بل يظهر من قول كعب: فلما رأيت الإسلام قد ظهر، انّه كان ينتظر نتيجة الصراع بين الإسلام وخصومه أهـ .

أقول: لقد غفل الأُستاذ المحقق عن التنافي في قول كعب عن أبيه(إعمل بهذا) ثم قوله: (وأخذ عليَّ بحق الوالد أن لا أفضّ هذا الخاتم ... ).

فإذاً كيف هو يعمل بما في الكتاب، وأخذ عليه أن لا يفضّ خاتمه ؟ ! ولم يكن العباس هو الوحيد في ارتيابه من إسلام كعب، فقد كان ابنه عبد الله على شاكلته أيضاً مرتاباً في


[1] الخصائص الكبرى للسيوطي 1: 35 - 36 .

اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 285
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست