responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 23

إلّا إنّي أحببت أن أُنبّه على أنّ أقصى ما عند المنكرين من حجة في ذلك، أن قالوا: إنّ المعجزة لو أتى بها متحدّياً لوجب أن تأتي ثمارها من إيمان مَن تحدّاهم، خصوصاً إذا كانوا هم طلبوا منه تلك المعجزة، ولم يُحدّث التاريخ عن موقف واحد استجابوا له فيه، بل على العكس فقد حَدّثهم بمعجزة الإسراء والمعراج فَرَجع بعض من آمن به.

وجواب النقض بأنّ الوليد بن المغيرة من زعماء المشركين كان يسمع آيات الله ثم يولي مستكبراً، ومات على شِركِهِ لعنه الله، وكم له من شبيه.

وأما الردّ عليهم في غير النقض، فإسلام خلق من الناس عظيم يوم أُخبر(صلى الله عليه وآله) بأكل الأُرضة ما في صحيفة المقاطعة إلا مواضع بسم الله(عز وجل)[1]، ثم إنّ القرآن الكريم وهم أقرّوا بأنّه المعجزة الخالدة، جعل السبب في عدم استجابتهم لله في ذلك، لا لأنّ النبي(صلى الله عليه وآله) لم يستجب لهم أولم تصدر منه معجزة تبهرهم، بل لأنّهم كانوا يطالبون بالآيات كفراً وعناداً وإمعاناً في الاستهزاء بالنبي(صلى الله عليه وآله) كما هو واضح في أسلوب طلبهم ونوع مطالبهم.

فالقرآن حكى عنهم حالهم بقوله تعالى: (وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنْ الأَرْضِ يَنْبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُه قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاّ بَشَرًا رَسُولاَ)[2] .

ولو علم الله(عز وجل) فيهم خيراً لأجابهم إلى جميع ما طلبوا، ولكنّهم كما وصفهم تعالى في آية أُخرى، وهي قوله: (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنْ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا


[1] راجع تاريخ اليعقوبي 2: 23 ط الغري .

[2] الإسراء: 90 - 93 .

اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست