responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 228

في أحلامه، والذي يتدفّق بمياهه جنوباً حتى يدخل إلى بحر العرب عند عدن، ويمتد إلى المحيط الهندي ثم إلى المحيط الهادي .

* ثم هو بلد مستقر قرب رأس أفريقيا مستند في الوقت نفسه على كتف آسيا .

* ثم هو أرض تصلح بطبيعتها السهلة ومواردها الزراعية لأن تكون قاعدة مأمونة لجيش كبير يأكل ويسكن ويستعد في أمان .

* وأخيراً، فإنّه موقع حاكم على طرق التوسع الإمبراطوري خصوصاً إلى الهند وما حولها وما وراءها، وبالتالي فالحصول عليه مقدمة ضرورية لأيّ قوة تريد أن تتصدّى لبريطانيا، وتريد أن تتحدّى سيطرتها على التجارة وعلى البحار .

لكن نابليون لم يكن ينظر إلى مصر وحدها، وإنّما كان يراها في اتصال غير قابل للانفصال مع السهل السوري الّذي يشكل معها زاوية قائمة تحيط بالشاطيء الشرقي الجنوبي للبحر الأبيض، وهذه الزاوية القائمة بضلعها الجنوبي في مصر تمد تأثيرها بالعرض إلى كل الساحل الشمالي لأفريقيا، وبالطول إلى الجنوب حتى منابع النيل، ثم إنّها بضلعها الشمالي في سوريا تلامس حدود بلاد ما بين النهرين (العراق) وشبه الجزيرة العربية والخليج، وحتى طرق الإقتراب البري والبحري إلى فارس والهند .

وهكذا فإنّ نابليون ـ شأنه شأن من سبقوه من الفاتحين ـ لم يكد يستقر في مصر حتى راح يمد بصره إلى سوريا، وحتى تكون الزاوية الجنوبية لشرق البحر الأبيض تحت سيطرته بالكامل، وكان ذلك بالضبط ما فعله فراعنة مصر، وأباطرة الإغريق، وقياصرة الرومان، وأكاسرة الفرس، وهو نفسه ما قام به الخلفاء المسلمون في أعقاب عصر النبوة، ثم تواصل بعدهم بأمراء المؤمنين من الأمويين والعباسيين، ثم حفظ دروسه فيما بعد كل حاكم تولّى أمر مصر ابتداء من أحمد بن طولون وصلاح الدين، وحتى مماليك مصر العظام من أمثال

اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 228
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست