اسم الکتاب : مزيل اللبس في مسألتي شق القمر و ردّ الشمس المؤلف : الخرسان، السيد محمد مهدي الجزء : 1 صفحة : 129
بالكَرَبَ[1]،وهو وسط الفرَغيَن [2]، وربما نزل ببلدة الثعلب بين [3] الدلو والسمكة .
أقول: بعد هذا العرض اللغوي لمعنى كلمة (خطرف) والعرض الفلكي لمعنى خطرفة القمر، تبيّن لنا أنّ للقمر في سيره حالات مختلفة، فقد يسرع فيطوي ما بين المنزلتين بسير منزلة، وهذا ما فصّلّه ابن الأجدابي بقوله ربّما ربّما، ولم يذكر أنّ الفلك اختلّ في سيره مرة، بل ولا كان ذلك محسوساً لجميع الناس، بل لم يعرفه إلّا ذوو الإختصاص من الفلكيين، وربما باستعانة المراصد.
فإذن مسألة انشقاق القمر لا يلزم التصديق بها إلى معرفة جميع الناس، بل يكفي معرفة أُولئك الذين طلبوا الآية من النبي(صلى الله عليه وآله)، وأُولئك السُفار الذين أحسّوا به للتوسع في ذلك .
فنقول: لقد رآه من كان بالهند كما في حديث رتن الهندي، وهو المعمّر المترجم في الإصابة ومعدود في الصحابة، ولا عبرة بتشكيك الذهبي بوجوده مع النقض عليه والإبرام، وحسبنا في المقام نقل ما عند ابن حجر من كلام .
قال الشيخ البهائي العاملي (رحمه الله):
تذنيب: القمر إذا أسرع في سيره فقد يتخطّى منزلاً في الوسط، وإن أبطأ فقد يبقى ليلتين في منزل، أول الليلتين في أوله، وآخرهما في آخره، وقد يُرى في بعض الليالي بين منزلين [4].
[1] انظرالأنواء: 86، والأزمنة 1: 196، والكرب من الدلو: ما شد به الحبل من العراقي وهو وسطها .