responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 95

وقد يرد أيضاً سؤال آخر مفاده: أنّ بعض الأحاديث الصحيحة دلّت على أنّ أولئك الخلفاء كلّهم يجتمع عليهم الناس، مع أنّ أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) لم يجتمع عليهم أحد، حتّى أمير المؤمنين(عليه السلام) اختلف الناس في زمانه، فكيف يكونون هم الأئمّة المعنيون في تلك الأحاديث؟[1]

والجواب: إذا كان المراد باجتماع الناس عليهم هو ما فهمه بعض علماء أهل السنّة من الاتّفاق على البيعة، فهذا لا ينطبق على أيّ واحد ممّن تولّوا أمر الناس، حتّى أبي بكر وعمر، فإنّ أبا بكر تمّت له البيعة في سقيفة بني ساعدة وأكثر المهاجرين كانوا غائبين عنها؛ وأمّا عمر فكانت خلافته بنصّ أبي بكر لا باجتماع الناس، حتّى قال بعضهم لأبي بكر: ((ما أنت قائل لربّك إذا سألك عن تولية عمر علينا وقد ترى غلظته))[2]، وأمّا غيرهما ممّن جاء بعدهما فعدم اجتماع الناس عليهم بهذا المعنى واضح وبيّن.

وعليه فإن كان المراد من اجتماع الناس هذا المعنى فهو لا ينطبق على أحد، فيكون الحديث باطلاً، فحينئذٍ لا مناص من القول بأنّ المراد من اجتماع الناس في الحديث هو اجتماعهم على صلاح هؤلاء الخلفاء، وحسن سيرتهم، وطيب سريرتهم، والاجتماع بهذا المعنى متحقق في أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) دون غيرهم، فهم وحدهم الّذين اتّفق الشيعة وأهل السنّة على اتّصافهم بذلك، فيكون هذا المعنى هو المراد في الحديث، لوجود مصاديق له دون المعنى الأوّل.


[1] هذا السؤال مع جوابه والسؤال المتقدّم مع جوابه أوردهما الشيخ عليّ آل محسن في كتابه: (مسائل خلافية حار فيها أهل السنّة): 38 - 41 بعد ردّّه لتفاسير أهل السنّة للحديث المذكور.

[2] الطبقات الكبرى 3: 196، تاريخ الخلفاء:94، الصواعق المحرقة: 1: 254.





اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست