responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 90

آل محمّد(عليهم السلام) وهاهو الإمام الحسين(عليه السلام) يجسّد هذه المعاني العظيمة بموقفه هذا من يزيد وأشباهه حين يقول: (ومثلي لا يبايع مثله), والّذي تمخّض عنه إعلان الثورة والنهضة المباركة والتي توّجت بتقديم تلك النفس الزكية الطاهرة قرباناً لدين الله وعزّته، وامتثالاً لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ... *التائِبونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}[1].

فهذه النهضة المباركة مثّلت أسمى آيات العزّة والمنعة ونكران الذات في سبيل الإبقاء على الإسلام المحمّدي الأصيل الّذي حاول بنو أمية الإتيان عليه من القواعد, وقد كان النبيّ الأعظم(صلى الله عليه وآله) يستشرف هذه النهضة ويشير إليها بقوله المأثور: (حسين منّي وأنا من حسين)[2]، وهو مغزى قول القائل: ((الإسلام محمّدي الحدوث حسيني البقاء)).

وأيضاً كان الإمام عليّ بن الحسين(عليه السلام) الملقّب بـ (زين العابدين) - وهو الإمام الرابع من الأئمة الاثني عشر - عنواناً ومصداقاً آخر من مصاديق (عزّة الدين ومنعته) الّتي أشارت إليها أحاديث الخلفاء من بعدي اثنا عشر، فقد انبرى هذا الإمام الصابر المجاهد الّذي شهد واقعة الطف ومقتل أبيه وأخوته وبني عمومته على أيدي الطغام من أتباع بني أمية، وشاهد سعي بني أمية الحثيث للقضاء على أهل البيت النبوي ومن خلال هذا القضاء على الإسلام وأهله، فقد رفع الأمويون في واقعة الطف شعاراً مفاده: لا تبقوا لأهل هذا البيت من باقية..فنال حقدهم وبغضهم حتّى الطفل الرضيع فذبحوه من الوريد إلى الوريد. وقد شاءت إرادة المولى سبحانه أن تبقي على الإمام


[1] سورة التوبة: الآيتين 111، 112.

[2] هذا الحديث صححه الحاكم والذهبي كما في المستدرك وذيله 3: 195.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست