responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 88

يدعوهم إلى الجنّة (أو يدعوهم إلى الله) ويدعونه إلى النار))[1]. ومن المعلوم أنّ عماراً قد قتل على يد جيش معاوية في صفّين.

وعندما تجاوز بني أمية حدودهم وأراد معاوية أن يمهّد لابنه يزيد المعروف بفسقه وفجوره[2]، ويسلّطه حاكماً على رقاب المسلمين كان وجود الحسن والحسين(عليهما السلام) هو العقبة الكبيرة الّتي كانت تحول بين معاوية وبين تحقيق أمنيته هذه، وقد تبيّن هذا لمعاوية بشكل واضح عند اجتماعه بالعبادلة الأربعة، عبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر، حين صرّحوا له بأنّ الخلافة لا تكون إلا لمن كان أهلاً لها والفضل معقود لأهل بيت النبوّة من آل محمّد(عليهم السلام)[3].

وقد ذكر ابن قتيبة أنّ معاوية بعد أن استمع للعبادلة الأربعة: أعرض عن ذكر البيعة ليزيد، ولم يقطع عنهم شيئاً من صلاتهم وأعطياتهم، ثمّ انصرف راجعاً إلى الشام، وسكت عن البيعة، فلم يعرض لها إلى السنة إحدى وخمسين وهي سنة موت الحسن بن عليّ رضي الله تعالى عنه[4].

وعندما أراد معاوية بعد ذلك أخذ البيعة لابنه يزيد من الحسين(عليه السلام) مباشرة كي يستقيم له الأمر في تسليط هذا الفاجر على رقاب المسلمين، انبرى له أبو عبد الله(عليه السلام) وأعلنها في وجهه جهاراً نهاراً قائلاً له: (هيهات هيهات يا معاوية، فضح الصبح فحمة الدجى، وبهرت الشمس أنوار السرج...تريد أن توهم الناس في يزيد، كأنّك تصف محجوباً، أوتنعت غائباً، أو تخبر عما كان ممّا احتويته بعلم خاص، وقد


[1] صحيح البخاري 1: 115 باب التعاون في بناء المسجد و3: 207 باب مسح الغبار عن الناس في السبيل، مسند أحمد 3: 91.

[2] اُنظر قول الحسن البصري في يزيد الّذي نقله الطبري في تاريخه 4/208، وقد جاء فيه: (أربع خصال كنّ في معاوية لو لم يكن فيه منهن إلا واحدة لكانت موبقة (إلى أن يقول واستخلاف ابنه بعده سكيراً خميراً يلبس الحرير، ويضرب بالطنابير).(انتهى)

[3] اُنظر كلماتهم في (الإمامة والسياسة) 1: 194 و 196، جمهرة الخطب 2: 247, 248.

[4] الإمامة والسياسة 1: 196.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست