responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 41

وفي هذا الحديث الشريف دلالات متنوّعة وإفادات مختلفة سنستعرض منها ما ينفعنا في المقام إن شاء الله تعالى:

الدلالة الأولى: قرن النبيّ(صلى الله عليه وآله) في هذا الحديث الشريف أهل بيته(عليهم السلام) بالكتاب الّذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, وكذلك تصريحه(صلى الله عليه وآله) بعدم افتراقهم عنه, ومن البديهي أنّ صدور أية مخالفة للشريعة, سواء كانت عن عمد أم سهو أم غفلة, تعتبر افتراقاً عن القرآن في هذا الحال وإن لم يتحقق انطباق عنوان المعصية عليها أحياناً, كما في الغافل والساهي, والحديث ظاهر, بل نصّ في عدم افتراقهما - أي: الكتاب والعترة- حتّى يردا الحوض, وهذا دليل العصمة كما أشرنا إليه سابقاً في حقّ عليّ(عليه السلام).

وهذا المعنى الّذي ذكرناه هنا هو الّذي استفاده أيضاً جماعة من أقطاب أهل السنّة وإن كان ذلك منهم ببيان آخر إلا أنّ المؤدّى واحد كما سنلاحظ ذلك, قال ابن حجر الهيتمي في (المنح المكية في شرح القصيدة الهمزية): ((وفي الحديث: (إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلّوا بعدي, كتاب الله وعترتي), فليتأمل كونه قرنهم بالقرآن في أنّ التمسك بهما يمنع الضلال ويوجب الكمال))[1]. فالّذي يمنع الضلال ويوجب الكمال عند التمسك به لابدّ أن يكون معصوماً شأنه في ذلك شأن القرآن المعصوم الّذي اقترن معه والّذي هو بالإجماع يمنع الضلال ويوجب الكمال, فتدبّر.


[1] المنح المكية في شرح القصيدة الهمزية: 182 بواسطة نفحات الأزهار 463:1.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 41
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست