responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 386

لهم، فهو من أصل فارسي، وأيضاً لمالوا إلى مالك بن أنس الأصبحي، الّذي هو من الموالي وليس بعربي، ولمالوا إلى محمّد بن إدريس الشافعي، الّذي هو من الموالي أيضاً وليس بعربي[1]، مع أنّهم لم يفعلوا ذلك، وإنّما والوا الأئمّة العرب من آل الرسول(صلى الله عليه وآله) ولم يعدلوا بهم أحداً، وذلك لما دلّ الدليل عندهم بوجوب متابعة هؤلاء الأئمّة الأطهار دون غيرهم!

ونقول أيضاً: لو كان شيعة إيران شعوبيين، لأخذوا الحديث عن البخاري الأعجمي، وأيضاً لأخذوه عن تلميذه الأعجمي الآخر الترمذي، ولأخذوه من محمّد ابن يزيد بن ماجة، وكذلك عن المحدّث النسائي المنسوب لمدينة نسا بخراسان، أو عن أبي داود سليمان بن الأشعث الّذي ينسب إلى سجستان[2]... إلا أنّ ضوابط شيعة إيران في أخذ الحديث لم تكن بشهوة عنصرية، وإنّما كان ذلك بدافع من العلم والإيمان الحقيقيين، إذ بعد أن ثبت عندهم وبالأدلة المعتبرة لزوم الأخذ بأحاديث أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) في ما يتعلّق بأصول الدين وفروعه لم يعدلوا بهم إلى سواهم، ولم يهمهم أخذ الحديث عن غيرهم ممّن لم تثبت حجيّته أو تثبت براءة الذمّة في الأخذ عنه واتّباع قوله، لذا تراهم يأخذون عن الرواة الثقات الّذين يروون أحاديث الأئمة الأطهار من آل البيت(عليهم السلام) دون غيرهم، ولا يهمهم في ذلك سواء كان الرواة لهذه الأحاديث من العرب أم من غيرهم، وإنّما المهم هو الوصول إلى النقل الصادق عن أئمّة الهدى من آل البيت(عليهم السلام) لا غير.

فلماذا يغض المتمسلفون الطرف عن هذه الحقائق والوقائع عمداً وتعمية؟! وهم في الوقت الّذي يهرّجون - بدافع مزدوج من القومية والطائفية - على الفرس


[1] راجع موسوعة الشيخ أسد حيدر، الإمام الصادق والمذاهب الأربعة، لتقف على التحقيق على الأصول غير العربية لكلّ واحد من هؤلاء الأئمّة!

[2] راجع تراجم هؤلاء الرواة والمحدّثين في مقدّمات الصحاح الستة المعروفة عند أهل السنّة والجماعة.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 386
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست