responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 367

إلا أنّ البعض قد تجشّم عناء الرد على عائشة في هذا المورد، فجاء كلامه في المقام أوهن من بيت العنكبوت.

ومن هذه الردود ما ذكره النووي في شرحه على مسلم بقوله: ((إنّ عائشة(رضي الله عنها) لم تنف الرؤية بحديث عن رسول الله(صلى الله عليه وآله) ولو كان معها فيه حديث لذكرته وإنّما اعتمدت الاستنباط من الآيات... ثمّ قال بعدها: فأمّا احتجـاج عـائشة بقـول الله تعالى: {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} فجوابه ظاهر، فإنَّ الإدراك هو الإحاطة والله تعالى لا يحاط به وإذا ورد النص بنفي الإحاطة لا يلزم منه نفي الرؤية بغير إحاطة))[1]. (انتهى)

وهذا الكلام من النووي كما ترى، فإنّ عائشة لم تعتمد في نفي الرؤية على الاستنباط من الآيات فحسب، وإنّما كان عمدة كلامها سؤالها للنبيّ(صلى الله عليه وآله) عن هذا المعنى بالتحديد وبيانه(صلى الله عليه وآله) لها في ذلك، وهو ظاهر من رواية مسلم ذاتها.

وأمّا قوله إنّ الإدراك في الآية الكريمة هو الإحاطة والله تعالى لا يحاط به، ففيه تقصير فاضح عن فهم معاني الألفاظ في اللغة العربية، إذ إنّ الإدراك متى ما قرن بالبصر لا يفهم منه إلا الرؤية بالعين، كما أنّه إذا قرن بآلة السمع فيقال: أدركته بإذني، لا يفهم منه إلا السماع، وهكذا إذا أضيف إلى كلّ واحدة من الحواس فإنّه يفيد ما تلك الحاسة آلة فيه، ومن هنا عدّ قول القائل: (أدركته ببصري وما رأيته)، من المتناقضات عند العرب السامعين لذلك!

ومن هنا أيضاً قال ابن حجر في الفتح في معرض ردّه على كلام النووي المتقدّم: ((وجزمه بأنّ عائشة لم تنف الرؤية بحديث مرفوع تبع فيه ابن خزيمة فإنّه قال في كتاب التوحيد من صحيحه: النفي لا يوجب علماً ولم تحك عائشة أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) أخبرها أنّه لم ير ربّه وإنّما تأولت الآية انتهى. وهو عجيب فقد ثبت ذلك عنها في صحيح مسلم الّذي شرحه الشيخ فعنده من طريق داود بن أبي هند عن


[1] صحيح مسلم بشرح النووي 2: 5.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 367
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست