responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 363

حفيده ـ ، بل وأكثر من هذا أنّ هذا العلم العظيم في (التجسيم) - وحسب استنباط ابن عبد الوهاب - بقي سالماً عند اليهود ولم تنله يد التحريف حتّى وصل عن طريق (الحاخام) إلى النبيّ(صلى الله عليه وآله)!!

ونحن ـــ وبحسب الظاهر من طبائع القوم - لا أظنّه ينفعنا الحديث معهم هنا في علمي التفسير أو الأصول اللذين تتنافى نتائجهما مع ما توصل إليه الوهابيون والمجسّمة في هذا المقام، وقد تقدّم بيان شيء من ذلك عمن يشاركهم في كثير من أصول الدين وفروعه، ومن الّذين صدقوا القول بأنّهم يبرؤون إلى الله من عقيدة (التجسيم) و(التشبيه) هذه الّتي تجهر بها أحاديث اليهود المتقدّمة!! ولكن (المتمسلفون) وجدوها هي العقيدة الحقّة، وظنوا أنّهم - بكلّ بساطة - سيبرؤون من عقيدة (التجسيم) هذه حين يضيفون إليها بعض الكلمات المتقاطعة، مثل قولهم: بلا تكييف وبلا تشبيه أو تمثيل أو تعطيل.

وهذا الكلام ـــ كما يقول ابن الجوزي الحنبلي ـــ كلام مخبط أو كلام قائم قاعد، لأنّه إمّا أن يثبت جوارحاً وإمّا أن يتأوّلها، إذ الحمل على الظاهر وأنّ معناها الحقيقي مراد مع دعوى تقرير النبيّ(صلى الله عليه وآله) والقرآن لذلك، يكون ظاهراً في التجسيم، لأنّ ظواهرها الجوارح، وهي تفيد التبعيض. وحملها على غير الظاهر فهذا يعني التأويل، وهم لا يلتزمون به، فثبت عليهم ما يدّعون الفرار منه[1]!!

ملاحظة يجدر التنبيه عليها!

وهنا ملاحظة نريد أن نلفت النظر إليها، وهي: أنَّ البعض يحاول أن يخلط في كلماته بين مذهب التفويض الّذي يدين به بعض أهل السنّة كمالك وسفيان بن عيينة، وهو مذهب كثير من الرواة والمحدّثين القدامى، وهو أيضاً مذهب بعض


[1] اُنظر كلامه في الرد على مجسّمة الحنابلة في (دفع شبه التشبيه): 207.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 363
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست