responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 357

ثمّ قرأ رسول الله(صلى الله عليه وآله): {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}))[1]. وقد ذكر البخاري هذا الحديث بطرق أخرى لم يرد فيها ما ذكره الراوي هنا (تصديقاً لقول الحبر)[2].

وفي لفظ مسلم: ((فضحك رسول الله تعجباً ممّا قال الحبر تصديقاً له ثمّ قرأ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}))[3].

قال ابن حجر في الفتح: ((قال ابن بطال لا يحمل ذكر الإصبع على الجارحة, بل يحمل على أنّه صفة من صفات الذات لا تكيّف ولا تحدد وهذا ينسب للأشعري، وعن ابن فورك: يجوز أن يكون الإصبع خلقاً يخلقه الله فيحمله الله ما يحمل الإصبع ويحتمل أن يراد به القدرة والسلطان كقول القائل ما فلان إلا بين إصبعين إذا أراد الإخبار عن قدرته عليه، وأيد ابن التين الأوّل..)).

ثمّ نقل ابن حجر عن الخطابي قوله: ((ولعل ذكر الأصابع من تخليط اليهودي فإنّ اليهود مشبّهة وفيما يدّعونه من التوراة ألفاظ تدخل في باب التشبيه ولا تدخل في مذاهب المسلمين، وأمّا ضحكه(صلى الله عليه وآله) من قول الحبر فيحتمل الرضى والإنكار، وأمّا قول الراوي تصديقاً له فظن منه وحسبان، وقد جاء الحديث من عدّة طرق ليس فيها هذه الزيادة، وعلى تقدير صحتها فقد يستدل بحمرة الوجه على الخجل، وبصفرته على الوجل ويكون الأمر بخلاف ذلك فقد تكون الحمرة لأمر حدث في البدن كثوران الدم والصفرة لثوران خلط من مرار وغيره وعلى تقدير أن يكون ذلك محفوظاً، فهو محمول على تأويل قوله تعالى: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ}[4] أي: قدرته على طيها، وسهولة الأمر عليه في جمعها بمنزلة من جمع شيئاً في كفّه واستقل


[1] صحيح البخاري 6: 33 تفسير سورة الزمر، باب قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}.

[2] اُنظر: صحيح البخاري 8: 173 كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ }.

[3] صحيح مسلم 8: 126.

[4] سورة الزمر، الآية 67.

اسم الکتاب : السلف الصالح المؤلف : مركز الأبحاث العقائدية    الجزء : 1  صفحة : 357
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست